تنافس شرس بين أميركا والصين على أشباه الموصلات.. من يكسب السباق؟

تنافس شرس بين أميركا والصين على أشباه الموصلات.. من يكسب السباق؟

03 مارس 2024
أميركا تستهدف تطوير صناعة الشرائح لضمان التفوق على آسيا (Getty)
+ الخط -

وسط تنافس حاد على التقنيات المتقدمة مع الصين، تتطلع الولايات المتحدة إلى أن تصبح لاعباً رئيسيًا في  سوق أشباه الموصلات عبر إطلاق حزمة استثمارية جديدة بتقنية الشرائح، لتصبح أكثر قدرة على المنافسة مع آسيا، التي باتت أكبر منتج ومستهلك في العالم.

وحسب تقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية اليوم الأحد، فقد قدم قانون الرقائق والعلوم لعام 2022، الذي وافق عليه الحزبان الجمهوري والديمقراطي، مستوى عالياً من التمويل العام للبحث والتصنيع في مجال أشباه الموصلات في الولايات المتحدة. وهذا القانون يدعم الأهداف الشاملة المتمثلة في إنشاء البلاد كمركز تصنيع رئيسي وتعزيز سلاسل التوريد التي تساعد على التحول الأخضر.

كما يقترح بعض ممثلي الحكومة سن قانون" تشيبس 2 ــ CHIPS 2.0" لتحفيز الاستثمار بشكل أكبر وترسيخ مكانة الولايات المتحدة في سوق أشباه الموصلات العالمية، بحسب "بلومبيرغ".

ويوفر قانون الرقائق والعلوم لعام 2022 حوالي 280 مليار دولار لتمويل البحث والتطوير في مجال تكنولوجيا أشباه الموصلات وعمليات التصنيع. ويتضمن التمويل 39 مليار دولار من الدعم لتصنيع الرقائق في الولايات المتحدة، مدعومًا أيضًا بالإعفاءات الضريبية للمعدات التشغيلية. وفق التقرير.

ويهدف القانون إلى تنشيط التصنيع المحلي، وخلق فرص عمل جيدة الأجر، وتعزيز سلاسل التوريد المحلية، وتسريع صناعات المستقبل.

وفي الوقت الحالي، تعد الصين أكبر سوق لأشباه الموصلات، إذ تشتري أكثر من 50 في المائة من المعروض العالمي كل عام. ولا تزال الصين تعتمد بشكل كبير على واردات أشباه الموصلات، حيث تستورد العديد من رقائقها من الشركة الهولندية العملاقة للطباعة الحجرية لمواد أشباه الموصلات المتقدمة (ASML) وشركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية (TSMC). وتنتج شركة TSMC التايوانية حوالي 80 إلى 90 بالمائة من أشباه الموصلات المتقدمة في العالم، كما  تأمل الصين أيضًا في تطوير قدراتها التصنيعية.

وفي عام 2023، اشترت الشركات الصينية معدات صناعة الرقائق الأميركية لتصنيع أشباه الموصلات المتقدمة، على الرغم من السياسات الأميركية التي تهدف إلى تقييد واردات الصين من التكنولوجيا المتعلقة بأشباه الموصلات، لإبطاء تقدمها في إنتاج الرقائق.

وتحاول الولايات المتحدة مواجهة هيمنة الصين على سوق أشباه الموصلات العالمية من خلال التطوير السريع لقدراتها الإنتاجية والسعي لتحقيق التقدم التكنولوجي. في حين أن قانون "تشيبس" قد قطع شوطا طويلاً في تأسيس دور الولايات المتحدة في سوق أشباه الموصلات العالمية.

ولكن يعتقد بعض خبراء الصناعة، أنه لا تزال هناك حاجة إلى المزيد. وقد أكدت وزيرة التجارة الأميركية، جينا ريموندو، مؤخرًا على الحاجة إلى الإعانات الفيدرالية في الصناعة لتعزيز مكانة الولايات المتحدة في سوق الرقائق الدقيقة الدولية. وترى الوزيرة ريموندو، أن أفضل طريقة للقيام بذلك هي من خلال إطلاق قانون "تشيبس" الثاني لتحفيز المزيد من التمويل.

المساهمون