تعرّف إلى رحلة الأزمات في سعر النفط منذ العام 2008 حتى اليوم

تعرّف إلى رحلة الأزمات في سعر النفط منذ العام 2008 حتى اليوم

19 ابريل 2021
+ الخط -

شهدت أسعار النفط تخبطاً كبيراً خلال السنوات الماضية، ولا سيما في العام 2020 حين هوى سعر خام برنت إلى ما دون 10 دولارات، والخام الأميركي إلى ما دون الصفر في عقود مايو/ أيار، مع تراكم النفط في المخازن وحصول تخمة تاريخية بسبب تراجع الطلب العالمي على المحروقات والخام في ظل انتشار فيروس كورونا.

وكما في العام 2008 مع بدء الأزمة المالية العالمية، شهدت أسعار النفط هبوطاً كبيراً، ففي يوليو/ تموز 2008 كان سعر برميل برنت 143 دولاراً، ليبدأ رحلة هبوطه ويصل في فبراير/شباط  2009 إلى 40 دولاراً.

ولحق هذه الأزمة هبوط حاد في سعر النفط في العام 2014 أيضاً مع صعود الإنتاج الأميركي للنفط، ففي ديسمبر/ كانون الأول 2013 سجل سعر البرميل 110 دولارات، ليهبط في ديسمبر 2014 إلى 57 دولاراً، وصولاً إلى 37 دولاراً في 2015، و27 دولاراً في 2016.

ومع إطلاق تحالف بين منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ومنتجين آخرين من خارجها، أبرزهم روسيا في تجمع عرف باسم أوبك+ في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، بدأ سعر النفط بالتحسن مع المباشرة في خفض الإنتاج، بالرغم من التخبط مع حصول حرب نفطية بين السعودية وروسيا، ليرتفع سعر البرميل في أبرز محطاته إلى 45 دولاراً في يونيو 2017، وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2018 سجل 86 دولاراً، وفي ديسمبر 2019 سجل 68 دولاراً.

ومع بدء انتشار كورونا وبدء الإغلاقات العالمية تراجع سعر النفط وتزايدت المخزونات النفطية إلى حد التخمة، فسجل البرميل أدنى مستوياته في إبريل 2020 عند 9 دولارات، ومن ثم عاد ليرتفع مع ارتفاع إنتاج أوبك+ وعودة فتح الاقتصادات وصولاً إلى تسجيله حوالي 66 دولاراً اليوم.

اليوم، كادت تخمة مخزون النفط غير المسبوقة التي تراكمت خلال جائحة فيروس كورونا تنتهي، مما أدى إلى تعافي الأسعار الذي ينقذ المنتجين ولكنه يزعج المستهلكين، وفق تقرير وكالة "بلومبيرغ" الأميركية. إذ بالكاد ظل خُمس الفائض الذي تدفق على صهاريج التخزين في الاقتصادات المتقدمة عندما انهار الطلب على النفط العام الماضي حتى فبراير، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية. 
وتأتي إعادة التوازن في الوقت الذي تبقي فيه أوبك وحلفاؤها كميات كبيرة من الإنتاج خارج السوق، كما يؤدي الانتعاش الاقتصادي المؤقت إلى تنشيط الطلب العالمي على الوقود. واقع يدعم أسعار النفط الخام الدولية بالقرب من 67 دولاراً للبرميل، وهي نعمة للمنتجين، ومع ذلك فهي مصدر قلق متزايد لسائقي السيارات والحكومات التي تشعر بالقلق من التضخم.

قد يستغرق العمل على ما تبقى من الفائض العالمي بعض الوقت، حيث تعمل أوبك + على إحياء بعض الإمدادات المتوقفة وسط تفشي تحورات جديدة للفيروس في الهند والبرازيل، ما يهدد الطلب

وقال إد مورس، رئيس أبحاث السلع في سيتي غروب للوكالة الأميركية: "عادت مخزونات النفط التجارية عبر منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي إلى متوسط خمس سنوات. ما تبقى من الفائض يتركز بالكامل تقريباً في الصين، التي تعمل على بناء قاعدة دائمة لاحتياطي البترول".
وقد يستغرق العمل على ما تبقى من الفائض العالمي بعض الوقت، حيث تعمل أوبك + على إحياء بعض الإمدادات المتوقفة وسط تفشي تحورات جديدة للفيروس في الهند والبرازيل، ما يهدد الطلب. ومع ذلك، يبدو أن نهاية التخمة تلوح في الأفق على الأقل.
وبلغت مخزونات النفط في الاقتصادات المتقدمة 57 مليون برميل فقط فوق متوسط 2015-2019 اعتباراً من فبراير، بانخفاض عن ذروة بلغت 249 مليوناً في يوليو، وفقاً لتقديرات وكالة الطاقة الدولية.
إنه تحول صارخ عما كان عليه قبل عام، عندما سحقت عمليات الإغلاق الطلب العالمي على الوقود بنسبة 20%.

وانخفض إجمالي مخزونات النفط الخام والمنتجات في أواخر فبراير إلى 1.28 مليار برميل، وهو مستوى شوهد قبل اندلاع فيروس كورونا، ولا يزال يحوم هناك، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة. في الأسبوع الماضي، تراجعت المخزونات في الساحل الشرقي إلى أدنى مستوياتها منذ 30 عاماً على الأقل.
وقالت مرسيدس مكاي، كبيرة المحللين في شركة FGE للاستشارات: "بدأنا نشهد انتعاش عمليات تشغيل المصافي في الولايات المتحدة، وهو ما سيكون مفيداً لسحب مخزون الخام المحتمل".

تنخفض المخزونات العالمية بمعدل 2.2 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من 2021، مما يدفع خام برنت إلى 74 دولاراً للبرميل أو حتى أعلى، كما تتوقع سيتي غروب

بالنسبة لتحالف أوبك + الذي يضم 23 دولة بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا، فإن التراجع هو إثبات صحة الاستراتيجية الجريئة التي اعتمدوها قبل عام. خفض التحالف الإنتاج بمقدار 10 ملايين برميل يومياً في إبريل الماضي.
بالنسبة للدول المستهلكة، فإن الإزالة الكبيرة للمخزون ليست نعمة. أظهرت بيانات أن السائقين في كاليفورنيا يحسبون بالفعل دفع ما يقرب من 4 دولارات إضافية مقابل غالون البنزين. واشتكت الهند، وهي مستورد رئيسي، من الألم المالي لعودة الأسعار إلى الارتفاع.
ومع زيادة الطلب بشكل أكبر، ستنخفض المخزونات العالمية بمعدل 2.2 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من 2021، مما يدفع خام برنت إلى 74 دولاراً للبرميل أو حتى أعلى، كما تتوقع سيتي غروب... إلا إذا حصلت مفاجآت غير متوقعة، كتلك التي ضربت العالم خلال السنوات الماضية.

المساهمون