تحالف عمال السيارات بأميركا يحرز انتصاراً ولا نية لتوسعة الإضراب

تحالف عمال السيارات بأميركا يحرز انتصاراً ... ولا نية لتوسعة الإضراب

07 أكتوبر 2023
إضراب عمال مصانع السيارات بأميركا (Getty)
+ الخط -

قال رئيس تحالف (نقابة) عمال السيارات شون فاين، يوم الجمعة، إن شركات "فورد" و"جنرال موتورز" و"ستيلانتس" ستتجنب توسعة توقفات العمل في الفترة الحالية، في إشارة إلى أن الإضرابات غير المسبوقة ضد الشركات الثلاثة قد تكون اقتربت من نهايتها.

وقال فاين إن التحالف اتخذ هذا القرار بعد تحقيق تقدم كبير في المحادثات مع "جنرال موتورز" بشأن هدف رئيسي يتعلق بمستقبل وظائف شركات السيارات، مع تحول الصناعة من السيارات التقليدية التي تعمل بالغاز إلى مجموعة متنوعة من المركبات الكهربائية.

ووافقت "جنرال موتورز" على تغطية العمال في مصانع بطاريات السيارات الكهربائية المستقبلية باتفاقية العمل الوطنية، التي تحكم أعضاء النقابة الآخرين في "جنرال موتورز"، بعد أن هدد فاين بتوسعة الإضراب إلى مصنعي "جنرال موتورز" في أرلينغتون وتكساس، اللذين يجمعان سيارات الدفع الرباعي للشركة.

ويعد الاتفاق إنجازاً كبيراً فيما يتعلق بالمطلب الرئيسي للتحالف بأن يكون هناك "انتقال عادل" من السيارات التي تعمل بالبنزين إلى السيارات الكهربائية، والتي يُنظر إليها على أنها تهديد للوظائف النقابية.

وقال فاين إن العمال حققوا تقدماً لم يغير المفاوضات بشكل كبير فحسب، بل سيغير مستقبل النقابة ومستقبل الصناعة.

ولم يكن لدى "جنرال موتورز" أي تعليق على الفور، على إعلان رئيس التحالف، على الرغم من أنها اعترفت في وقت سابق من هذا الأسبوع بخسارة 200 مليون دولار في الأسبوعين الأولين من الإضراب. لكنها أصرت في وقت سابق على أن هؤلاء العمال ليسوا موظفين في شركة "جنرال موتورز"، حيث إن المصانع تدار من خلال مشاريع مشتركة مع شركات البطاريات الآسيوية.

وفي حين أن العمال في مصنع بطاريات "جنرال موتورز" المفتوح يمثلهم التحالف، إلا أنهم ليسوا جزءاً من اتفاقية العمل الوطنية، ويتقاضون أجوراً أقل بحوالي الثلث مما يتقاضاه الأعضاء حالياً، حتى بعد أن فازت النقابة بزيادات في الأجور في وقت سابق هذا الصيف.

ويشعر عمال السيارات بالقلق من أن تصنيع السيارات الكهربائية قد يتطلب عمالة أقل، كما يقول بعض الباحثين.

وقالت "جنرال موتورز" إنها لا تعارض زيادة الأجور في جميع مصانع البطاريات التي تمثلها النقابات، لكنها تحتاج إلى أن تكون قادرة على المنافسة من حيث التكلفة مع العمال في مصانع البطاريات الأخرى غير النقابية، والتي افتتحت أو من المقرر افتتاحها. وتدفع هذه المصانع عموماً ما يقرب من نصف رواتب عمال النقابات المضربين في الوقت الحالي.

وعلى الرغم من أن التحالف لم يوسع نطاق الإضراب، كما فعل يومي الجمعة الماضيين، فإن الإضراب ما زال سارياً في خمسة مصانع تجميع منتشرة بين الشركات الثلاث، بالإضافة إلى شبكة من مراكز توزيع قطع الغيار.

واتخذ فاين موقفاً متشدداً في خطابه ومطالبه التفاوضية الطموحة. وأدلى بتصريحاته اليوم الجمعة وهو يرتدي قميصاً كتب عليه عبارة "أكل الأثرياء"، وهي عبارة تنقل رسالة تشير إلى رغبة في إعادة توزيع الثروة، أو نقد لتراكم الثروة والسلطة في يد قليل من الأفراد أو الشركات. وقال إن تعليقاته ومطالبه جرى رفضها باعتبارها "مسرحية"، لكنها ناجحة.

وأضاف فاين أن "الأمر لا يتعلق بالمسرحيات، بل يتعلق بالسلطة، بالقوة التي يمتلكها كفرد من الطبقة العاملة. وأظهر العمال للشركات الثلاثة أنهم ليسوا خائفين من استخدام حقهم في الإضراب، والتهديد به، من قبل تحالف موحد، وهو ما يحقق النجاح".

وبالإضافة إلى الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع "جنرال موتورز" بشأن عمال مصنع البطاريات، قال فاين إن الشركتين تعرضان الآن زيادات في الأجور يبلغ مجموعها ما بين 20% في "جنرال موتورز" و"ستيلانتس" و23% في "فورد"، خلال مدة العقود المنتهية أوائل عام 2028.

وبدأ تحالف عمال السيارات الإضراب منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، بوقف عمل مستهدف من قبل 12700 عضو في مصنع تجميع واحد لكل شركة، وبعد أسبوع أضيفت سلسلة من 38 مركزاً لقطع الغيار والتوزيع تديرها "جنرال موتورز" و"ستيلانتس" في 20 ولاية، ولكن لم يجر توسيع الإضراب في "فورد"، بسبب تحقيقها تقدماً كبيراً في المفاوضات.

وفي التاسع والعشرين من سبتمبر، رفض التحالف توسعة الإضراب ضد شركة "ستيلانتس"، مشيراً مرة أخرى إلى التقدم المحرز في المحادثات، لكنه أضاف إضراباً ضد مصنع تجميع واحد في كل من "جنرال موتورز" و"فورد"، وهو ما جعل قرار عدم توسعة الإضراب في أي من الشركات اليوم الجمعة خروجاً عن الممارسات السابقة، وعلامة تبعث على الأمل بالتقدم.

وأكد التحالف في أكثر من مناسبة أنه على استعداد لتوسعة الإضراب، بهدف الضغط على الشركات.

المساهمون