بايدن على خطى ترامب في التدخل بسوق النفط العالمي

بايدن على خطى ترامب في التدخل بسوق النفط العالمي

13 اغسطس 2021
مساع متواصلة للسيطرة على سوق النفط (Getty)
+ الخط -

لم يأخذ الرئيس الأميركي جو بايدن وقتا كثيرا للتدخل في سوق النفط العالمية، خلافا لسلفه دونالد ترامب الذي استغرق منه الأمر قرابة عام للضغط على أسواق النفط.
وتشهد أسعار البنزين في الولايات المتحدة حاليا ارتفاعات متسارعة بسبب صعود أسعار الخام عالميا، وزيادة الطلب على المشتقات، مع تخفيف القيود عالميا بعد تراجع وتيرة الإصابات بفيروس كورونا.
والأربعاء، حث بايدن منتجي النفط في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" على إنهاء تخفيضات الإنتاج ضمن تحالف "أوبك+" التي اعتمدتها جراء تفشي جائحة كورونا.
وقال للصحافيين في البيت الأبيض: "أوضحنا لمنظمة أوبك أن تخفيضات الإنتاج التي أجرتها أثناء الجائحة يجب الرجوع عنها".
تعود تصريحات الرئيس الأميركي إلى ظهور موجة ارتفاع كبيرة في أسعار البنزين المباع في أسواق الولايات المتحدة.. قائلا إن الأسعار "مرتفعة بدرجة تخلق وضعا مؤلما للأسر العاملة".
ولا يُستغرب تدخل الولايات المتحدة على مستوى الرؤساء في أسعار الوقود، فالبلاد تعتبر أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي 16.5 مليون برميل حاليا، و19 مليونا قبل جائحة كورونا.
كذلك، تعتبر الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط الخام في العالم، بمتوسط يومي في الظروف الطبيعية 13 مليون برميل، متفوقة على روسيا (11.5 مليوناً) والسعودية (11 مليوناً).
اليوم، ومع بلوغ سعر برميل برنت 71 دولارا والخام الأميركي 69 دولارا، ترى الولايات المتحدة أن هذه الأسعار أثرت سلبا على سعر البنزين داخل السوق الأميركية.

وأصبحت كلمة الولايات المتحدة أكثر وقعا على سوق الخام العالمية، مع تزايد اعتمادها على النفط في الصناعة، وهو ما بدا واضحا خلال حقبة ترامب على وجه الخصوص.

لكن تحالف "أوبك+" الذي ينتقده بايدن اليوم بسبب خفض الإنتاج البالغ في أغسطس/ آب الجاري 5.4 ملايين برميل يوميا، كان سببا في إنقاذ قطاع النفط الأميركي في 2020.
خلال إبريل/ نيسان 2020، انهارت أسعار النفط الخام بسبب ضعف الطلب العالمي مع تفشي جائحة كورونا، لتتداول عقود الخام الأميركي عند (-40 دولارا) للبرميل.
ولم يكن لدى المنتجين والمستهلكين أية مخازن لتأمين النفط والوقود، بسبب امتلائها وسط تراجع حاد في الطلب، بالتزامن مع فرض قيود عالمية على الحركة عبر الحدود.
ودفع الانهيار الرئيس الأسبق دونالد ترامب لدعوة تحالف "أوبك+" لاتخاذ قرار جريء بخفض الإنتاج، وهو ما حصل اعتبارا من مايو/ أيار 2020، بخفض يومي 9.7 ملايين برميل، تم تخفيفه لاحقا.
وكتب ترامب على تويتر آنذاك: "صناعة الطاقة ستعود إلى قوتها السابقة، بعد التوصل إلى اتفاق خفض الإنتاج بقيادة السعودية وروسيا.. بل بشكل أسرع مما هو متوقع حاليا.. شكرا".
ترامب ذاته، انتقد في أكثر من مناسبة خلال فترة توليه منصبه السعودية وروسيا والتحالف، على اتفاق سابق لخفض الإنتاج.
في إبريل 2019، قال الرئيس الأميركي إنه تواصل مع (أوبك) وطالبها بخفض أسعار النفط في ظل ارتفاع أسعار البنزين في محطات الوقود بالولايات المتحدة.
وتعتمد السوق الأميركية على النفط الصخري لإنتاج أكثر من نصف الخام المنتج محليا، ويشهد ارتفاعا في كلفة الإنتاج تصل إلى 40 دولارا لكل برميل.
وحتى تحقق شركات الطاقة الأميركية نتائج مالية إيجابية، فإنها تفترض أن تزيد أسعار النفط عن 60 دولارا. 

(الأناضول)

المساهمون