المركزي الألماني: التطرف اليميني الناشئ يشكّل تهديداً للازدهار

المركزي الألماني: التطرف اليميني الناشئ يشكّل تهديداً للازدهار

23 مارس 2024
رئيس البنك المركزي الألماني يواخيم ناغل (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حذر رئيس البنك المركزي الألماني، يواخيم ناغل، من مخاطر اتباع سياسات حزب البديل اليميني الشعبوي، مشيرًا إلى أن خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي واليورو سيكون كارثة اقتصادية.
- أكد ناغل على أهمية الاتحاد الأوروبي والنقدي كحجر زاوية للرخاء، محذرًا من التقليل من خطر المتطرفين اليمينيين الذين يهددون الازدهار بردع المستثمرين والعمال المهرة.
- دعا إلى زيادة الطموحات الاقتصادية من خلال تخفيضات ضريبية وتقليل البيروقراطية، مشيرًا إلى أهمية التوصل إلى تسوية بخصوص قانون فرص النمو لتعزيز موقع ألمانيا التجاري.

حذر رئيس البنك المركزي الألماني يواخيم ناغل، في مقابلة مع مجموعة "فونكه" الإعلامية، اليوم السبت، من الانسياق وراء مخططات حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي وانفتاحه بشكل منتظم على خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي واليورو.

ويصف "البديل" في برنامجه للانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو/ حزيران 2024، الاتحاد الأوروبي بـ"الفاشل"، حتى إن الزعيمة المشاركة للحزب أليس فايدل وصفت خروج بريطانيا (بريكست) بـ"الصحيح تماماً"، معتبرة إياه "نموذجاً يتعيّن على ألمانيا الاحتذاء به".

وفي حديثه إلى "فونكه"، حذر ناغل من أنّ الخروج من الاتحاد الأوروبي سيكون "كارثة اقتصادية لنا جميعاً، والتكتل الأوروبي والنقدي يشكلان حجر الزاوية في الرخاء". وناشد الجميع عدم الاستخفاف بخطر المتطرفين اليمينيين، وهم يردعون قدوم المستثمرين والعمال المهرة من الخارج، وهو ما اعتبره "مهدداً للازدهار".

ويقدّر معهد كولن للاقتصاد الألماني أنّ ألمانيا قد تفقد 2.2 مليون وظيفة إذا غادرت الاتحاد الأوروبي.

وفي الوقت نفسه، حذّر رئيس المركزي الألماني اتحادات الشركات من الإساءة إلى الوضع الاقتصادي في ألمانيا، من دون أن يقلل من التحديات الهائلة. وقال "لا ينبغي أن نجعل الوضع أسوأ مما هو عليه في الواقع، وإلا فلن يأتي أحد إلى ألمانيا ويعرض الاستثمار، ونحن لسنا رجل أوروبا المريض".

من جهة ثانية، لم يغفل ناغل الإشارة إلى أنّ ألمانيا تمرّ بوضع خاص، لأن "اقتصادها الضخم والمفتوح تأثر بشدة من تبعات الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا، ولا سيما بسبب ارتفاع أسعار الطاقة".

ويلعب ضعف الطلب الخارجي أيضاً دوراً رئيسياً في الوقت الحالي، إلا أنّ ناغل تحدث بنظرة إيجابية بشأن تطور الأسعار في ألمانيا ومنطقة اليورو، مبرزاً أنه "إذا لم تتفاقم الظروف العامة فسوف يستمر معدل التضخم في البلاد بالتراجع هذا العام". وتشير التوقعات إلى وصول معدل التضخم في ألمانيا إلى نحو 2.5% هذا العام.  

ومع ذلك، دعا ناغل إلى مزيد من الطموحات الإضافية، وخلق تخفيضات ضريبية، والحد من البيروقراطية، وتسريع الإجراءات لتخفيف الأعباء عن الشركات، ونصح بالتوصل إلى تسوية بخصوص قانون فرص النمو "لأن هناك حاجة إلى استجابة مشتركة وقوية فيما يتعلق بألمانيا كموقع تجاري، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن لبرلين أن تبتعد فيها عن المراكز الأدنى من حيث معدلات النمو".

وأكد ناغل أنه يمكن تصور إصلاح معتدل لكبح الديون، مشيراً إلى إمكانية تحمل عجز أعلى قليلاً في مراحل معينة دون تعريض الاستقرار للخطر. وأوضح: "هذا هو الحال إذا كانت نسبة الدين الحكومي أقل من 60% من الناتج الاقتصادي". 

وبخصوص نقص العمال المهرة، اعتبر رئيس المركزي الألماني أنّ الأمر سيصبح أسوأ من الناحية الديمغرافية، وقال: "بما أننا نعيش لفترة أطول، فإنّ سنّ التقاعد يجب أن ترتفع أيضاً وفقاً لمعيار ثابت". 

وعن طموحات المركزي الأوروبي بخصوص اعتماد اليورو الرقمي مستقبلاً، أوضح ناغل أنه على يقين بأن اليورو الرقمي سيحقق النجاح، متوقعاً أن تكون العملة الرقمية الموحدة متاحة خلال السنوات المقبلة، مشدداً في الوقت عينه على أنّ العملات الورقية لن تختفي من التداول.   

المساهمون