الكويت تتجه إلى شراء الكهرباء من عُمان

الكويت تتجه إلى شراء الكهرباء من عُمان

17 مارس 2024
الحكومة الكويتية تبحث عن بدائل في حالة وجود عجز كهربائي (ياسر الزيات/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تتجه الكويت لشراء الكهرباء من عمان في الصيف لمواجهة تحديات الطلب المتزايد وانقطاعات التيار، معززة التعاون الثنائي الذي يشمل مشروعات مثل مصفاة الدقم.
- يرى الخبير الاقتصادي الكويتي، محمد رمضان، أن الاعتماد على أجهزة التكييف يزيد الضغط على شبكة الكهرباء، مشيرًا إلى أن التعاون مع عمان يوفر حلًا مثاليًا لتجاوز هذه التحديات.
- الخبير الاقتصادي العماني، خلفان الطوقي، يؤكد على أهمية التعاون الخليجي في مجال الطاقة، مشيرًا إلى تجربة عمان في الحصول على الكهرباء من الكويت ودعوته لتعزيز التكامل الاقتصادي الخليجي.

 

كشف اتجاه وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة بدولة الكويت لشراء الكهرباء من عُمان في الصيف المقبل، عن تفضيل لتعميق التعاون الثنائي مع السلطنة، في ضوء نجاح العديد من مشروعات التعاون الاستراتيجي مؤخرا، وعلى رأسها مصفاة الدقم.
وخلال الصيف الماضي، شهدت الكويت انقطاعات في التيار؛ بسبب زيادة الطلب على الكهرباء في البلاد، وخروج محطة عبد الله السالم لتوليد الطاقة عن الخدمة إثر اندلاع حريق فيها، وتسجل من فترة لأخرى ارتفاعاً كبيراً على الأحمال؛ وهو ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن بعض المناطق في البلاد.
وسجل مؤشر الأحمال الكهربائية، في أغسطس الماضي، رقماً قياسياً جديداً يعد الأعلى في تاريخ الكويت، إذ بلغت 16.5 ألف ميغاوات، وفق بيانات نشرتها صحيفة "الجريدة" المحلية.
وإزاء ذلك، جرى تشكيل لجنة بشأن التوصيات الخاصة بمعالجة نقص الطاقة الكهربائية في الكويت، والتي اقتربت من رفع تقريرها إلى وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، سالم الحجرف، حسبما نقلت صحيفة "الراي" الكويتية، مؤخرا، عن مصادر حكومية مطلعة.
وذكرت المصادر أن وزارة الكهرباء الكويتية لم تتوصل حتى الآن إلى اتفاق مع دول منظومة الربط الكهربائي الخليجية بشأن الدول التي سيتم شراء الطاقة الكهربائية منها، منوهة إلى أن التوجه إلى الشراء من سلطنة عمان قد يكون أقرب الخيارات.

فصل الذروة
يشير الخبير الاقتصادي الكويتي، محمد رمضان، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن الصيف هو موسم ذروة استهلاك الطاقة في الكويت، نظرا لاستخدام المكيفات فيه، والتي تستهلك طاقة كبيرة جدا من الكهرباء، لكن ثمة مشكلة تتمثل في أن شبكة التيار في البلد الخليجي لم تعد تتحمل النمو في الاستهلاك، خاصة في فصل الذروة.

وحتى لا تنقطع الكهرباء عن البيوت، فإن شراء الكهرباء من دول الخليج المجاورة يمثل أحد الحلول، بحسب رمضان.
وحول تفضيل الكويت لسلطنة عمان في هذا الإطار، يشير رمضان إلى أن السلطنة لديها فوائض في الطاقة، ولا تصل درجات الحرارة فيها إلى المستويات التي تبلغها الكويت، التي تعتبر أكثر المناطق حرارة في كامل منطقة الخليج، وبالتالي فهي الأكثر استهلاكا لأجهزة التكييف والتبريد.
ويرى رمضان أن الافتتاح الأخير لمشروع مصفاة الدقم على علاقة غير مباشرة بمشروع الربط الكهربائي بين الكويت وسلطنة عمان، إذ يتم توليد الكهرباء عبر توربينات تعمل بمشتقات التكرير النفطي، التي تنتجها المصفاة، ما يعني أن التعاون الاستراتيجي الكبير بين البلدين في الدقم يتعدى إنتاج المشتقات النفطية إلى آفاق أبعد.

تعاون خاص
يؤكد الخبير الاقتصادي العماني خلفان الطوقي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن شراء الكويت للكهرباء من عُمان يأتي في إطار اتفاقية خليجية تنظم تزويد دول مجلس التعاون لبعضها بالكهرباء، مشيرا إلى حادثة وقعت قبل نحو عام ونصف العام في عمان، عندما مرت السلطنة بأزمة طاقة وانقطاع في التيار الكهربائي وحصلت على احتياجها من دولة الكويت.

وفي هذا السياق، يأتي تفضيل الكويت للحصول على احتياجها الكهربائي من سلطنة عمان حال وجود عجز لديها، بحسب الطوقي، مشيرا إلى أن الاتفاقيات الثنائية بين البلدين تعزز من هذا التفضيل، إذ جعلت العلاقات بينهما "واضحة وسهلة"، حسب وصفه.
ويلفت الخبير العماني، في هذا الصدد، إلى وجود تعاون كبير بين الجهات الحكومية في عمان والكويت، مؤكدا أن مشروع مصفاة الدقم يعزز من العلاقة التجارية والاقتصادية بين البلدين، كما يستخدم ناتج المصفاة من مشتقات التكرير البترولي في عملية إنتاج الكهرباء.
ويؤكد الطوقي على أهمية التكامل الخليجي اقتصاديا، داعيا حكومات دول مجلس التعاون إلى أخذ معيار "التخصصية" بعين الاعتبار في تنفيذ التكامل فيما بينها، بحيث تتخصص كل دولة في مجال معين، وتتحصل باقي دول المجلس على احتياجاتها حال وجود عجز لديها من الدولة التي حققت تقدما في مجال التخصص.
ويرشح الطوقي تعاونا مماثلا بين السلطنة والمملكة العربية السعودية في ظل رصد المملكة لنحو 5 مليارات دولار من الصندوق السيادي السعودي للاستثمار في عمان.

المساهمون