الغلاء يحرم التونسيين من عمرة رمضان

الغلاء يحرم التونسيين من عمرة رمضان

26 مارس 2024
ارتفاع كبير في كلفة الحج والعمرة (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- يواجه التونسيون صعوبات مالية تمنعهم من أداء عمرة رمضان هذا العام، مع تسجيل تراجع في الطلب بنسبة 30% وزيادة في التكاليف إلى حوالي 7500 دينار.
- المواطنة منى الزمني تعكس الوضع العام بتراجعها عن العمرة بسبب الأسعار القياسية، مما يعكس تأثير الغلاء على السياحة الدينية في تونس.
- الوضع الاقتصادي الصعب، التضخم، وارتفاع البطالة أثرت على قدرة التونسيين على تحمل تكاليف العمرة، مع تراجع نشاط حوالي 800 شركة سياحة، منها 150 مختصة بالعمرة.

يحول الغلاء هذا العام دون أداء عدد كبير من التونسيين عمرة رمضان، إذ تسجل وكالات وشركات السفر تراجعاً في الطلب على هذه الرحلات المحبذة لدى كثيرين.
ويقبل التونسيون من طبقات اجتماعية مختلفة على العمرة في شهر الصيام، عن طريق تمويلها من المدخرات الأسرية، أو عبر مساهمة الأبناء بعمرة الأهل.

وسجلت أسعار العمرة الرمضانية هذا العام زيادة لا تقل عن 2500 دينار، أي نحو 830 دولاراً، لتصل إلى حدود 7500 دينار، أي ما يعادل 2500 دولار، مقابل متوسط كلفة لا يتجاوز 5 آلاف دينار خلال السنوات الماضية.

وتقول المواطنة منى الزمني (56 عاماً) إن "أسعار عمرة رمضان بلغت مستويات قياسية هذه السنة، ما أجبرني على التراجع عن أداء المناسك، وتأجيل ذلك إلى ما بعد فترة الحج".

وتؤكد لـ"العربي الجديد" أنّ "كلفة العمرة تتجاوز طاقة إنفاق الأسر متوسطة الدخل التي لم تكن في السابق تحرم من السياحة الدينية المقربة جداً من قلوب التونسيين".
تتابع: "لعمرة رمضان مكانة خاصة في قلوب التونسيين وهي نظيرة الحج بالنسبة إليهم، لكن الغلاء قد يؤجل قرار أدائها لسنوات أخرى بالنسبة للعديد منهم".

وكانت الزمني تنوي هذا العام أداء العمرة في رمضان بصحبة زوجها ووالدتها، غير أنها عدلت عن قرارها لعدم القدرة على توفير ما يزيد عن 25 ألف دينار، أي ما يزيد عن 8300 دولار، من أجل تغطية مصاريف الرحلة.

وتفيد بيانات لجنة العمرة بالجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة بأن عدد المعتمرين يرتفع سنوياً بنسبة 15 بالمائة، إذ يؤدي سنوياً ما يزيد عن 100 ألف تونسي مناسك العمرة من بينهم 20 ألفاً يؤدونها خلال شهر رمضان.

لكن جامعة (تجمع) وكالات السفر سجلت هذه السنة تراجعاً في الطلب بنحو 30 بالمائة مقارنة بالمواسم الماضية، وذلك لأسباب مالية.

ويقول عضو الجامعة ظافر لطيّف إن "أكثر من 20 ألف تونسي يفضلون القيام بمناسكهم في شهر الصيام، وهي نسبة كبيرة بالنظر إلى إجمالي من يؤدون العمرة على امتداد العام".

ويؤكد لطيّف في تصريح لـ"العربي الجديد" تأثير تراجع القدرة الإنفاقية للتونسيين على إقبالهم على السياحة الدينية، مشيرا إلى أن هذا العام شهد تراجعا في الطلب على العمرة الرمضانية.

جامعة وكالات السفر سجلت هذه السنة تراجعاً في الطلب بنحو 30 بالمائة مقارنة بالمواسم الماضية، وذلك لأسباب مالية

ويفيد في سياق متصل بأن "شريحة واسعة من التونسيين تؤدي مناسك العمرة عن طريق الادخارات الأسرية أو بمساهمة من الأبناء، غير أن عسر الإنفاق بات يشمل الجميع، ما يفسّر عدم قدرتهم على مجابهة تكاليف العمرة لهذا العام".

ويقرّ المتحدث بـ"تسجيل العمرة في شهر الصيام زيادة مهمة في الأسعار، وذلك نتيجة ارتفاع كلفة تذاكر الطيران والرسوم على السفر والإيواء".

وتنشط في تونس نحو 800 شركة سياحة، منها 150 شركة مختصة بالعُمرة. وتشهد شركات السفر المختصة بنشاط العمرة في الفترة بين شهري شعبان ورمضان من كل عام نشاطاً كبيراً.

ورغم الصعوبات المادية التي يمر بها التونسيون وارتفاع أسعار تذاكر السفر والإقامات لم يسجّل نشاط السياحة الدينية على امتداد فترات طويلة أي تراجع، غير أن الواقع الاجتماعي والاقتصادي للتونسيين تغيّر كثيراً خلال العامين الماضيين بفعل التضخم وفقدان مصادر الدخل وارتفاع نسبة البطالة.

المساهمون