العراق يتحسس سدوده على نهري دجلة والفرات بعد زلازل تركيا وسورية

العراق يتحسس سدوده على نهري دجلة والفرات بعد زلازل تركيا وسورية

08 فبراير 2023
لدى العراق 7 سدود رئيسية شمال وغرب البلاد على نهري دجلة والفرات (Getty)
+ الخط -

تُثير الزلازل المدمرة في تركيا وسورية قلق العراقيين حيال وضع السدود على نهري دجلة والفرات، لا سيما أنها قديمة، وبعضها لم يخضع للصيانة منذ سنوات طويلة مع الغزو الأميركي للبلاد عام 2003.

ولدى العراق 7 سدود رئيسية شمال وغرب البلاد على نهري دجلة والفرات، وتشير مصادر مطلعة إلى أن هذه السدود ليست بالقوة التي تتحمل الكوارث الطبيعية، بالنظر لتعرضها للإهمال.

وأكدت وزارة الموارد المائية، أمس الثلاثاء، أن السدود العراقية تعمل بصورة طبيعية ولم تتأثر بالزلزال الذي ضرب أجزاء من تركيا وسورية. وقال المدير العام الهيئة العامة للسدود والخزانات، علي راضي ثامر، في بيان، إنّ "سد الموصل والسدود العراقية الأخرى لم تتأثر بالزلزال والهزات الارتدادية الأخرى".

وأضاف أنّ "الوزارة استنفرت فرقها العاملة في السدود، وأجرت الفحص البصري، وفحص لأجهزة الاستشعار المنتشرة في سد الموصل، وأظهرت عدم تأثر السدود العراقية، وبالخصوص سد الموصل بالزلزال والهزات الارتدادية".

وأشار إلى أن "السدود مستعدة لاستقبال أي كمية من المياه في حال ورودها، خصوصاً أن هناك فراغاً خزنياً في السدود يمكننا من التعامل مع أي موجة مياه". وأشار إلى أن "المعلومات الأولية تشير إلى أن السدود في سورية وتركيا بحالة جيدة".

من جهته، بيَّن المسؤول في وزارة الموارد المائية العراقية، علي هادي الخزعلي، أن "لجنة مشتركة من وزارات البيئة والزراعة والموارد المائية ستنطلق خلال اليومين المقبلين إلى مناطق السدود لبحث الآثار الجانبية للزلازل التي وقعت في سورية وتركيا، على السدود العراقية"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن "هناك احتمال وقوع أضرار بسيطة على السدود، تحتاج إلى المعالجة".

وأكمل أن "السدود العراقية تمثل محوراً أساسياً في إدارة المياه في البلاد، وأي خسائر في قوام هذه السدود، قد يشكل أزمة حقيقية لملف المياه، مع تراجعها من جرّاء السياسات المائية التي تنتهجها دول الجوار، وسوء توزيع هذه الموارد على العراقيين، فضلاً عن التجاوزات المحلية".

لكن الناشط وعضو جمعية "حماة دجلة" أحمد المشهداني أشار إلى أن "أوضاع السدود العراقية لا تطمئن، لا سيما أن الاهتزازات التي تعرضت لها مدن إقليم كردستان ومنها أربيل، وصل مداها إلى محافظات قريبة من بغداد، مثل محافظة صلاح الدين وبعض أطراف محافظة كركوك، وهذا يعني احتمالية تأثر سد الموصل".

وأكمل في حديثٍ مع "العربي الجديد" أن "السلطات العراقية لم تهتم كثيراً بملف السدود، وهذا يرجع إلى الاهتمام بالملفات الأمنية والسياسية"، معتبراً أن "السلطات عليها ألا تعتمد على فرقها وكوادرها فقط في هذه المسألة، بل التعاون مع فرق المنظمات المتخصصة والباحثين في هذا الشأن".

وكان مركز الرصد الزلزالي في العراق قد أكد أول من أمس الاثنين عدم تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية. وقال بيان للمركز إن "أهالي مناطق إقليم كردستان ونينوى وبعض المحافظات العراقية شعروا بالهزة التي تبعد عن الحدود العراقية التركية 400 كم"، مشيراً إلى أنه "لم نسجل حتى الآن أية خسائر بسبب الهزة".

وشهد العراق منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 زلزالاً عنيفاً بلغت شدته 6.5 على مقياس ريختر، ضرب مناطق عدة من وسط وشمال وجنوب العراق، وأسفر عن مقتل 11 شخصاً و547 جريحاً، غالبيتهم من مناطق شمالي البلاد، إثر انهيار منازل مواطنين وأخرى لسفوح جبلية بالمنطقة القريبة من أربيل، وفقاً لبيان صدر عن السلطات العراقية في بغداد وأربيل.

المساهمون