العدوان على غزة محور منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع آسيا

العدوان على غزّة محور منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع آسيا في الدوحة

30 ابريل 2024
افتتاح فعاليات المنتدى في العاصمة القطرية الدوحة، 30 إبريل 2024 (حسين بيضون/ العربي الجديد
+ الخط -
اظهر الملخص
- في منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان بالدوحة، تم التركيز على العدوان على غزة وأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري للسلم الدولي.
- قطر شددت على الحوار والتعاون المشترك في مجالات التبادل التجاري، الاستثمار، الطاقة النظيفة، والبنية التحتية لتحقيق التنمية المستدامة.
- الأمين العام لجامعة الدول العربية أكد على ضرورة تكثيف الجهود لوقف التصعيد في غزة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق السلام وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم.

شكّل العدوان على غزّة محور الدورة الثالثة لفعاليات منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان، المنعقد في الدوحة بمشاركة وزراء الخارجية ووزراء الاقتصاد والتجارة والصناعة والمال من الجانبين، والذي افتتحه رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم الثلاثاء.

ألقى آل ثاني كلمة في الجلسة الافتتاحية تناول فيها مسيرة المنتدى، متطرقاً إلى آخر التطورات في المنطقة، ومؤكداً أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بما يُسهم في تحقيق السلم والأمن الدوليين والتنمية المستدامة. وأكد استمرار نهج قطر القائم على التعاون والحوار لتحقيق أهداف المجتمع الدولي والإقليمي في الحفاظ على النظام الدولي متعدد الأطراف، وضمان السلام والأمن والاستقرار والرخاء في جميع أنحاء العالم، معرباً عن الأمل في أن يخرج إعلان الدوحة بخطط وبرامج عملية تسهم في تحقيق هذه الأهداف.

ولفت الوزير إلى أنّ المنطقتين تواجهان العديد من التحديات، بما يحتّم تعميق التشاور للعبور من هذه المرحلة والتعاون من أجل إيجاد حلول سلمية استناداً إلى أحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي "بما يمكننا من تجاوز هذه المرحلة الصعبة والعبور بشعوبنا إلى مرحلة جديدة من الازدهار والتنمية والاستقرار وإرساء دعائم دولة القانون".

وأشار إلى أن دولة قطر "تتطلع من خلال رئاستها منتدى الاقتصاد والتعاون العربي في دورته الثالثة إلى أن نتوافق على جملة من البرامج التي من شأنها تعزيز التبادلات التجارية والاستثمارات بين المنطقتين، والتعاون المشترك لضمان استدامة سلاسل التوريد، وربط وسائل النقل والعبور، والغذاء والطاقة، والأمن المائي، فضلاً عن تنفيذ مشاريع استثمارية مشتركة، وتطوير الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر والزراعة الذكية، ومعالجة المشاكل البيئية، والاستثمار في البنية التحتية السياحية والتعليم والصحة". وشدد على أهمية تحقيق أهداف التنمية المستدامة والقضاء على الفقر والجوع، وتعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث والتدريب والابتكار والذكاء الاصطناعي والرقمنة والتقنيات الحيوية.

بدوره، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في الجلسة الافتتاحية السعي لإعطاء دفعة جديدة في العلاقات بين الدول العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان، داعياً إلى أن يُعقد في وقت قريب مؤتمر رجال الأعمال المشترك المؤجل من عام 2015، وإلى عقد الدورة الرابعة للمنتدى في إحدى دول آسيا أو أذربيجان عام 2026. وأضاف أنه "لا يخفى أن ما يواجه دولنا من تحديات وأزمات متشابكة ومتزامنة لا يمكن التعامل معها بشكل منفرد، خصوصاً التطورات الخطيرة وغير المسبوقة التي خلفها العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزّة، والذي يوثق جريمة تضاف إلى الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل منذ عقود، وعلى رأسها جريمة استمرار الاحتلال، وتحوّله إلى نظام كامل من الفصل العنصري".

ورأى أنّ "الأحداث الأخيرة تنذر باتساع رقعة الصراع وجرّ المنطقة في دائرة مفرغة من العنف والدمار، ما يستوجب تكثيف الجهود للحيلولة دون استمرار هذا التصعيد الخطير، ولوقف تدهور الموقف"، وقال: "أثبتت الأحداث الأخيرة أن إسرائيل تسعى لتصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار عبر سيناريو التهجير القسري والمرفوض عربياً وإسلامياً وعالمياً، كما تستهدف إلهاء الرأي العام العالمي وصرفه عن جرائمها في غزة من خلال فتح جبهات جديدة. وفي هذا الصدد، فإن مواقفنا واضحة، إذ لا سلام لإسرائيل من دون إنهاء الاحتلال للأراضي العربية وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم وعلى رأسها دولة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، مؤكداً السعي لوقف هذا التدهور الأمني الخطير في المنطقة.

الاجتماع التحضيري على مستوى المندوبين وكبار المسؤولين

وكان الاجتماع التحضري الذي عقده منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان على مستوى المندوبين وكبار المسؤولين من الطرفين قد ناقش أمس الاثنين مشروع "إعلان الدوحة" بهدف الوصول إلى رؤية موحدة بشأن مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومن أهمها القضية الفلسطينية والحرب في غزة والتحديات الجيوسياسية والقضايا الاقتصادية. يُشار إلى أن منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان، أُطلِق عام 2014، استناداً إلى مذكرة التعاون الموقعة بين وزراء الخارجية والأمين العام لجامعة الدول العربية في العام نفسه، بهدف تعميق العلاقات والارتقاء بآليات التعاون.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وقد سعى المنتدى حين إعلان تأسيسه لربط دول آسيا وأذربيجان بجامعة الدول العربية وتعميق التعاون وتجديد مسار التجارة الجديد مع هذه الدول، التي لم تتجاوز 10 مليارات دولار في حينها. وعقدت الدورة الأولى للمنتدى في الرياض خلال مايو/ أيار 2014، تحت عنوان "آفاق الاستثمار والتبادل التجاري". وشارك في الاجتماع وزراء الخارجية والمال والاقتصاد العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية ووزراء خارجية ومال واقتصاد كل من جمهورية أذربيجان وجمهورية أوزبكستان وتركمنستان وجمهورية طاجيكستان والجمهورية القيرغيزية. كذلك شاركت هيئات ومؤسسات التمويل العربية والغرف التجارية وجمعيات الأعمال ومثيلاتها في آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان.

وتضمن "إعلان دوشنبه" الذي صدر في ختام الدورة الثانية للمنتدى الذي عقد في مدينة دوشنبه بجمهورية طاجيكستان، وافتتحها الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، التعاون الاقتصادي المتزايد بين الجانبين، وتوسيع نطاق التبادل التجاري والاستثمار، والتعاون في مجال الطاقة والطاقة المتجددة، والنقل، والأمن الغذائي والثقافة، ومكافحة الإرهاب وضرورة دعم الحلول السياسية التوافقية لحل الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية. كذلك تضمن الإعلان تعزيز التنسيق والتشاور بين الجانبين وتبادل الدعم في مختلف القضايا ذات الاهتمام والمصلحة المشتركة بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين، والشراكة بين الطرفين للمساهمة في تحقيق التنمية والرفاهية والمساهمة في إرساء دعائم السلام والاستقرار في أقاليمهم. 

المساهمون