الشركات الكبرى تتقدّم بحذر في مجال العملات المشفرة

الشركات الكبرى تتقدّم بحذر في مجال العملات المشفرة

10 ابريل 2022
يبني المطورون بنية تحتية لتسهيل عمليات الدفع بالعملة الافتراضية (Getty)
+ الخط -

منذ أربع سنوات، أعلنت سلسلة مطاعم الوجبات السريعة كنتاكي "كي اف سي KFC" على حسابها الكندي، أنها ستسمح باستخدام بيتكوين كوسيلة لدفع ثمن وجباتها.

وأوضحت الشركة لوكالة "فرانس برس" أن الحملة الإعلانية كانت مزحة لم تستمر سوى ساعة واحدة فقط وأنها لم تتلق أي مدفوعات بالعملة المشفرة منذ ذلك الحين، لكن مقالات عبر الإنترنت تواصل تأكيد أن "كي اف سي"، "تقبل" عملات بيتكوين.

عرضت شركات أخرى، مثل "تسلا TESLA" و"ديل DELL"، بيع منتجاتها بعملات بيتكوين قبل التخلي بهدوء عن هذه المبادرات.

ومن المحتمل ألا يتم استخدام بيتكوين مطلقاً في عمليات الشراء اليومية، إذ إنها من الأصول المتقلبة بشكل خاص وكلفة صرفها باهظة، وتستهلك الكثير من الطاقة وتستغرق معالجتها نصف ساعة على الأقل.

وقال خبير العملات المشفرة ومطورها في جنوب أفريقيا أندريه كروني : "لن يذهب أحد على الإطلاق إلى كي اف سي لشراء برغر دجاج وينتظر 30 دقيقة لدفع ثمنه".

كذلك هناك الآلاف من العملات المشفرة الأخرى الأكثر استقراراً من عملة بيتكوين مع أوقات أقصر لإتمام الدفع. وفق موقع "كوين ماركت كاب" المتخصص، تبلغ القيمة الإجمالية لأصول العملة المشفرة أكثر من الفي مليار دولار، نصفها من عملات بيتكوين.

ويبني المطورون مثل كروني بنية تحتية لتسهيل عمليات الدفع بالعملة الافتراضية، لكن تبنيها من الجمهور العام أمر بالغ الأهمية، ومن جانبها، لا تزال الشركات تكافح لإيجاد الصيغة المثالية.

سباق الكبار

تعتبر "مايكروسوفت Microsoft" إحدى الشركات الكبرى التي تتقدم بحذر في مجال العملات المشفرة. تصر شركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة على أن مساهميها لن يتعرضوا أبداً لتقلبات أسعار العملات الرقمية. وقدمت شركتا "بايبال PayPal" و"آبل ‏Apple" وعوداً مماثلة.

دخلت "مايكروسوفت" في شراكة مع "باككت"، وهي خدمة تقوم بتحويل أصول العملة المشفرة إلى منتجات مختلفة مثل بطاقات هدايا "اكسبوكس" أو إضافة رصيد إلى بطاقة دفع "ستاربكس".

وبدعم من صندوق الاستثمار "مايكروسوفت ام12"، دخلت "باككت" بورصة نيويورك العام الماضي وعقدت سلسلة شراكات مع شركات بينها "ماستركارد Mastercard"، مما أدى إلى ارتفاع أسهمها.

لكن بعد الإعلان عن خسائر كبيرة، شهدت شركة "باككت" هبوطاً حاداً في أسهمها، مما أثار تساؤلات حول جدوى نموذجها. وأبلغت الشركة، التي سعت إلى استهداف 9 ملايين عميل في نهاية عام 2021، عن 1.7 مليون حساب نشط فقط في نهاية العام الماضي.

من جانبها، تقدم "بايبال" منذ العام الماضي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة نظاماً للدفع بالعملات المشفرة يتم من خلاله تحويل الأصول المشفرة للمستخدمين مباشرةً إلى دولارات أو جنيهات أثناء عمليات الشراء.

لا يزال من الصعب إثبات شعبية هذه الخدمة وغيرها من المبادرات المماثلة، ويعتبر مراقبو السوق أنه لا يزال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت هذه المبادرات في مجال العملات المشفرة ستؤتي ثمارها.

وقال المحلل في مركز "سي إف أر أي" (CFRA) للأبحاث جون فريمان "موقفي هو عدم الإفراط في الحماس والانتظار".

وسيلة ادخار وليس للدفع

العوائق كبيرة إن لم تكن مستحيلة أمام تبني الدفع بالعملة المشفرة للمنتجات الاستهلاكية اليومية جماعياً.

يستخدم كروني خدمات مثل "بيتباي BitPay" و"بيتريفيل" لإنفاق محفظته من العملات المشفرة على "أمازون Amazon" و"أوبرUber" وأماكن أخرى، ويقر بأن أشخاصاً أقل خبرة منه "سينهارون بسرعة كبيرة" إذا اعتمدوا يومياً على تقنية "بلوكشين" التي تحكم تبادل العملات المشفرة.

ويتوقع المطوّر مستقبلاً أن يستمر استخدام بطاقات الائتمان، لكن العديد من المعاملات المصرفية، التي تتطلب حالياً وسطاء، ستتم على "بلوكشين".

ويقول كروني "إنها تقنية ستوفر عليهم 20 إلى 25 في المائة من النفقات العامة والتكاليف". ويضيف: "السؤال ليس ما إذا كان ذلك سيحدث، ولكن متى".

وخارج القطاع المالي، يمكن للشركات الاستمرار في تسهيل استخدام العملات المشفرة حتى لو لم تكن الفوائد واضحة.

وعلى سبيل المثال، تقول سلسلة فنادق "بافيليونز" التي تتعاون مع خدمة الدفع بالعملات المشفرة منذ العام الماضي، إنها لم تلاحظ أي فرق كبير لدى عملائها.

وقال متحدث باسم "بافيليونز": "يبدو أن لا أحد يحب إنفاق عملاته من البيتكوين حتى في الإجازة"! موضحا أن "ذلك يدل على أن الناس ينظرون إلى بيتكوين كأداة استثمار أكثر من كونها وسيلة للدفع".

(فرانس برس)