السائحون ورجال الأعمال يتوافدون على أستراليا مع تخفيف القيود

السائحون ورجال الأعمال يتوافدون على أستراليا مع تخفيف القيود

21 فبراير 2022
مسافر في مطار كينغسفورد سميث في سيدني (Getty)
+ الخط -

بدأ سائحون ورجال أعمال أجانب التوافد على أستراليا مع إلغاء الحكومة إجراء حظر السفر، اليوم الاثنين، حيث تجمعت عائلات بعد انفصال دام عامين أو أكثر، بسبب الإجراءات الأكثر صرامة في أي دولة ديمقراطية بالعالم لمكافحة فيروس كورونا.

وأغلقت أستراليا حدودها أمام السائحين تماما في مارس/ آذار عام 2020 ضمن محاولة للحد من انتشار الوباء، لكنها ألغت، اليوم، قيود السفر على الركاب الذين تم تطعيمهم بشكل كامل.

السائحة البريطانية سو ويتون عانقت ابنها سيمون ويتون وهي تبكي عندما استقبلها في مطار ملبورن. وقالت للصحافيين "لم أره منذ 724 يوماً، وهو ابني الوحيد، كما أني أعيش بمفردي. ما حدث اليوم يعني العالم بالنسبة لي".

وأضافت "لا أريد أن أغادر. أنا حقا لا أريد أن أغادر. ما حدث شيء جميل. نحن ممتنون للغاية بسبب ذلك، ممتنون بشدة".

وجرى استقبال مسافرين في مطار سيدني بألعاب الكوالا (مجسمات لحيوان من فصيلة الدببة يعيش في أستراليا)، والأطعمة الأسترالية الشهيرة، ومن بينها كعك "تيم تامس".

وكان دان تيهان، وزير السياحة الأسترالي، في استقبال أول الوافدين على متن الرحلة التابعة لخطوط "كانتاس" الجوية القادمة من لوس أنجليس، التي هبطت في الساعة 6:20 صباحا بالتوقيت المحلي. وقال تيهان "أعتقد أننا سنشهد انتعاشا قويا للغاية في سوق السياحة. تجاربنا الرائعة لم تختف".

من جانبها، قالت كارين أندروز، وزيرة الشؤون الداخلية، وفق وكالة أسوشييتد برس، إنها ستفحص وضع التلقيح لجميع المسافرين قبل وصولهم من أجل تجنب تكرار أزمة تأشيرة نجم التنس الصربي نوفاك ديوكوفيتش.

وحصل ديوكوفيتش على تأشيرة دخول من خلال عملية آلية قبل أن يغادر إسبانيا للمنافسة في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس في يناير/ كانون الثاني الماضي، لكن السلطات قامت بترحيله بعد وصوله إلى ملبورن بسبب عدم تلقيه أي لقاح ضد فيروس كورونا.

وقالت فيليبا هاريسون، مديرة إدارة السياحة الأسترالية، إنها تتوقع انتعاش السياحة ووصولها إلى مستويات ما قبل كورونا خلال عامين.

وأمس الأحد، قال رئيس الوزراء سكوت موريسون في مؤتمر صحافي: "انتهى الانتظار". وأضاف للراغبين بزيارة الجزيرة القارة "احزموا حقائبكم (..) لا تنسوا إحضار أموالكم معكم، فهناك الكثير من الأماكن لإنفاقها".

وتتوقع شركة كوانتاس للطيران نقل أكثر من 14 ألف راكب إلى أستراليا خلال الأسبوع الراهن، وفق وكالة فرانس برس.

ومن المقرر أن تحط 56 رحلة جوية دولية فقط في أستراليا خلال 24 ساعة من رفع القيود، وهو عدد قليل بالمقارنة مع رحلات ما قبل الوباء، لكن رئيس الوزراء قال إنه "ليس لديه شك" في أن هذا العدد سيرتفع بمرور الوقت.

ولعدة أشهر، أتاح الإغلاق المحكم في 2020 وسياسة الفحص والتتبع الصارمة احتواء الفيروس، لكن ظهور المتحور أوميكرون نهاية العام الماضي فاقم الوضع، ما أدى إلى تسجيل عشرات آلاف الاصابات وعشرات الوفيات يومياً.

وخلال عامين تقريباً، أودى الفيروس بـ4913 شخصاً في أستراليا، التي سجلت 15298 إصابة جديدة أمس الأحد، وهوعدد أقل بكثير من الذروة غير المسبوقة البالغة 277.6 ألف إصابة في 30 يناير/كانون الثاني الماضي.

ولا يزال السفر ضمن أستراليا خاضعا لقيود. وتبقى ولاية غرب أستراليا مغلقة أمام غير المقيمين، الذين سيتعين عليهم الانتظار حتى الثالث من مارس/آذار المقبل، إذ طبقت السلطات في هذه المنطقة، خلال الأشهر الأخيرة، سياسة "صفر إصابات بكوفيد"، ما عزلها عن بقية أنحاء أستراليا.

وخلال هذين العامين، مُنع الأستراليون من المغادرة، ولم يمنح إلا عدد قليل من الزوار استثناءات للزيارة، ما أكسب البلاد لقب "أستراليا الحصن المنيع".

وأدت هذه التدابير إلى انفصال عائلات بعضها عن بعض، ووجهت ضربة لقطاع السياحة المهم في البلاد، وأثارت نقاشات في بعض الأحيان بشأن وضع أستراليا كبلد منفتح وعصري.

وكلف إغلاق الحدود 2.27 مليار يورو (2.58 مليار دولار) شهرياً، بحسب غرفة التجارة والصناعة في البلاد. وأطلقت الحكومة الأسترالية حملة إعلانية بقيمة 40 مليون دولار أسترالي لجذب السياح.

لكن المجلس الأسترالي المسؤول عن السياحة الدولية تحدث عن "مؤشرات مقلقة" لجهة إحجام الأجانب عن المجيء إلى أستراليا، بسبب اختلاف القيود الداخلية على السفر والصورة التي تركها الإغلاق الصارم في البلاد منذ عامين.

(أسوشييتد برس، فرانس برس)

المساهمون