الروبية الباكستانية تتراجع وسط قلق من حكومة "كاكار"

الروبية الباكستانية تتراجع وسط قلق من حكومة "كاكار"

17 اغسطس 2023
شراء الدولار لغرض الاستيراد آخذ في الازدياد (فرانس برس)
+ الخط -

اندفعت العملة الباكستانية نحو الهبوط في أول يومين من تولي حكومة تصريف الأعمال مهامها، الأمر الذي أثار مخاوف متعاملين من تسجيل الروبية المزيد من الهبوط في ظل القلق من خضوع هذه الحكومة لإملاءات صندوق النقد الدولي بشكل أكبر، خاصة فيما يتعلق بخفض سعر العملة ورفع أسعار الطاقة وزيادة الضرائب، وهي السياسات التي انتهجتها الحكومة السابقة في الأشهر الأخيرة مقابل تمرير الصندوق حزمة مالية للدولة المثقلة بالديون وتقف على حافة الإفلاس.

وأدى أنوار الحق كاكار، وهو سياسي مغمور يُعتقد بأنه على علاقة قوية بالجيش، اليمين أمام الرئيس الباكستاني عارف علوي، اليوم الاثنين، رئيساً لحكومة تصريف الأعمال، للإشراف على الانتخابات العامة، في وقت تمر فيه البلاد بأزمتين سياسية واقتصادية.

وانخفضت العملة، أمس الأربعاء، إلى 294.5 روبية مقابل الدولار الوحد، لتواصل هبوطها لليوم الثاني، حيث أغلقت تعاملات الثلاثاء بين البنوك عند 291.51 مقابل الدولار، في حين كانت قد سجلت في الجلسة السابقة نحو 288.5 دولارا، وفق بيانات اتحاد شركات الصرافة الباكستانية.

واتسعت الفجوة في التعاملات بين البنوك والسوق الحرة، حيث تراجعت قيمة العملة الوطنية إلى نحو 303.5 روبيات للدولار، أمس، وفق صحيفة داون الباكستانية.

فتح باب الاستيراد

وقال خورام شهزاد، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات المالية "ألفا بيتا كور"، إن صعود الدولار جاء على خلفية فتح الواردات تدريجياً، لافتا إلى أن ارتفاع سعر النفط في السوق العالمية يمكن أن يُستشهد به أيضا كسبب لارتفاع سعر العملة الأميركية في باكستان.

لكن متعاملين قالوا إن السوق شعرت بمزيد من عدم اليقين في ظل حكومة تصريف الأعمال التي تولت مهامها، الثلاثاء، ما يضع العملة الباكستانية تحت ضغط إضافي.

وقال عاطف أحمد، تاجر عملة لصحيفة داون "الخوف مرتفع من أن الحكومة المؤقتة التي لا تخضع لأي ضغوط سياسية، ستتبع بصرامة إملاءات صندوق النقد الدولي بشأن نظام سعر الصرف".

في الأثناء، أشار مصرفيون إلى أن شراء الدولارات لغرض الاستيراد آخذ في الازدياد، بعد أن توصلت الحكومة السابقة قبل نحو شهرين إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي لرفع جميع القيود المفروضة على الواردات، والتي وفرت ما بين 20 و25 مليار دولار في السنة المالية المنتهية في 30 يونيو/حزيران الماضي مقارنة بالعام السابق له.

شروط صندوق النقد

وفتح باب الاستيراد سيزيد بالتأكيد الطلب على الدولار في الأيام المقبلة، وفق ظفر باراشا، الأمين العام لاتحاد شركات الصرافة الباكستانية، قائلا إن "الصعود المسجل حاليا في قيمة الدولار هو انعكاس للطلب المرتفع عليه".

وتبلغ احتياطيات النقد الأجنبي لدى باكستان حوالي 8 مليارات دولار، بينما تحتاج الدولة إلى 25 مليار دولار لخدمة الديون في السنة المالية الحالية.

وأعرب محللون ماليون عن دهشتهم من فتح الحكومة باب الاستيراد استجابة لشروط صندوق النقد الذي وافق على حزمة مالية بقيمة 3 مليارات دولار فقط، بينما سيتعين على الدولة تدبير 20 مليار دولار إضافية للواردات. ورأوا أن سعر الصرف سيظل تحت الضغط خلال السنة المالية بأكملها بسبب الواردات.

المساهمون