الدول تتسابق على ناقلات الغاز المسال.. وأسعارها الأعلى منذ عقد

الشركات والدول تتسابق على إيجار ناقلات الغاز.. وأسعارها الأعلى منذ عقد

09 يونيو 2022
ناقلة غاز مسال قطرية لدى عبورها قناة السويس (Getty)
+ الخط -

تتسابق الدول والشركات العالمية على تأجير ناقلات الغاز المسال قبل حلول موسم الشتاء المقبل، الذي من المتوقع أن يرتفع فيه الطلب على شحنات الغاز المسال بمعدلات قياسية لتعويض النقص في الغاز الروسي.

وتخطط أوروبا لحظر الغاز الروسي، أو على الأقل حظر جزء كبير منه قبل نهاية العام، ضمن العقوبات الاقتصادية على روسيا التي تشن حرباً شرسة في أوكرانيا.

وأدى السباق المحموم على شحنات الغاز إلى ارتفاع إيجار ناقلة الغاز المسال في المتوسط إلى 120 ألف دولار في اليوم الواحد، مقارنة بسعرها في العام الماضي البالغ 82 ألف دولار، حسب بيانات شركة "كلاركسونز بلاتيو سيكويورتيز" الأميركية.

ويعني ذلك ارتفاعاً في الأسعار بأكثر من 50%، وهو أعلى سعر لإيجار الشاحنات منذ عقد. لكن أزمة وسطاء تجارة الغاز المسال لم تعد في الأسعار، ولكن في الحصول على ناقلات للإيجار، حسب خبراء في سوق الطاقة.

وقال رئيس شركة "فليكس إل أن جي" في لندن، ويستين كلاكليف، " بات الحصول على ناقلة متاحة للإيجار في السوق مهمة في غاية الصعوبة، والأسعار بلغت أعلى سقف".

ويضيف في تعليقات نقلتها "فايننشيال تايمز"، أن "معيار النجاح في موسم الشتاء المقبل في سوق الغاز، هو الحصول على حاويات للإيجار حتى يتمكن الوسطاء من نقل شحنات الغاز إلى زبائنهم". وأشار إلى أن الوسطاء لديهم شحنات الغاز حالياً، ولكنهم ليست لديهم ناقلات.

وتركز السباق على حجز حاويات الغاز ودفع أثمان مبكرة للتأمين على الشحنات بين شركات شل البريطانية وتوتال الفرنسية ويوني بيك الصينية. وقالت مصادر في صناعة شحن الغاز المسال، إن بعض شركات الطاقة الكبرى وقّعت عقود إيجار لثلاث سنوات وبعضها لمدة 5 سنوات، وهو أمر غير معهود في عقود تأجير حاويات الغاز المسال.

ووفقاً لـ"كلاركسونز"، فإن النشاط الكبير في شحنات الغاز المسال إلى أوروبا يأتي من الولايات المتحدة التي تسابق الزمن لتأمين إمدادات أوروبا للغاز قبل موسم الشتاء.

وأدى توجه الشركات الأميركية إلى أوروبا إلى ارتفاع محموم في سعر الغاز في الولايات المتحدة، الذي ارتفع إلى أكثر من 8 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، في بداية الأسبوع الجاري.

ومن المتوقع أن تواجه صناعة الغاز الروسي أزمة حقيقية في الحصول على حاويات لنقل الغاز المسال إلى الصين. كما يرى محللون، في تعليقات لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أن الصعوبات اللوجستية الخاصة بتصدير الطاقة الروسية إلى الصين ستقف عائقاً مع قدرة موسكو على تعويض خسارتها للسوق الأوروبي في آسيا.

وما زاد من الطلب على ناقلات الغاز المسال، إلى جانب الطلب الأوروبي الكبير، كذلك القوانين البيئية الجديدة التي تمنع رسو سفن نقل الغاز المسال القديمة التي تستخدم الخامات البترولية الثقيلة الملوثة للبحار في العديد من الموانئ العالمية.

وحسب بيانات الأسبوع الجاري في موقعها، تتراوح أسعار إيجار الحاويات حسب حجم الناقلة، وباتت الناقلات القديمة غير مرغوب فيها في سوق شحن الغاز الطبيعي.

ورغم الزيادة الكبيرة المتوقعة في عدد حاويات الغاز المسال، فإن الطلب الكبير المتوقع في أوروبا بسبب حظر الغاز الروسي المنقول عبر الأنابيب إلى أوروبا رفع من الطلب على ناقلات الغاز المسال.

وتشير بيانات مجلة "أل أن جي جورنال" الأميركية المتخصصة في سوق الغاز الطبيعي، إلى أن حجم ناقلات الغاز المسال سيرتفع من حجمها الحالي البالغ 700 إلى 800 ناقلة خلال العامين المقبلين، وأن إجمالي طاقة النقل الكلية لناقلات الغاز المسال تقدر بنحو 105 ملايين متر مكعب، كما زاد عدد الناقلات العام الجاري بنحو 68 ناقلة، مقارنة بزيادة 47 ناقلة في العام 2020.

وحسب "كلاركسونز"، يتراوح سعر الناقلة وفقاً لحجم حمولتها، حيث يبلغ سعر الناقلة الضخمة سعة 215 ألف متر مكعب نحو 250 مليون دولار، بينما يبلغ سعر الناقلة سعة 135 ألف متر مكعب 170 مليون دولار، وسعر الحاويات الصغيرة سعة 28 ألف متر مكعب 80 مليون دولار.

وتأتي معظم الزيادة في الأسطول العالمي من الناقلات من الشركات القطرية والأميركية التي تنشط في نقل الغاز المسال من الولايات المتحدة إلى أوروبا لتعويض النقص في الغاز الروسي.

يذكر أن شركة قطر للطاقة وقّعت أربعة عقود تأجير طويلة الأجل لناقلات الغاز الطبيعي المسال، مع شركة تابعة لشركة ميتسوي للخطوط البحرية، لتأجير وتشغيل أربع ناقلات تشكل الدفعة الأولى من العقود، ضمن برنامج الشركة القطرية الضخم لبناء سفن الغاز الطبيعي المسال.

وأوضحت "قطر للطاقة" في بيان لها في إبريل/نيسان الماضي، أنه جرى توقيع العقود بالتزامن مع أربعة عقود أخرى بين مجموعة "هودونغ-جونغوا" لبناء السفن المحدودة، والمملوكة بالكامل لمؤسسة الصين الحكومية لبناء السفن المحدودة، مع الشركة التابعة لشركة ميتسوي للخطوط البحرية، لبناء أربع ناقلات جديدة لخدمة مشاريع الغاز المسال التوسعية لـ"قطر للطاقة" واحتياجات أسطولها المستقبلية.

ولدى قطر أكبر وأحدث أسطول لناقلات الغاز الطبيعي المسال، وهو ما يجعل سهولة لتلبية طلبات زبائنها من الغاز المسال.

المساهمون