الحرف اليدوية في صعيد مصر مهددة بالاندثار

الحرف اليدوية في صعيد مصر مهددة بالاندثار

11 أكتوبر 2020
تراجع السياحة أثر على قطاع الحرف اليدوية(Getty)
+ الخط -

تواجه العشرات من الحرف اليدوية بعدد من محافظات صعيد مصر الاندثار خلال السنوات الأخيرة، وذلك في ظل التراجع الكبير بحركة السياحة، وارتفاع البطالة، وهجرة الآلاف من عمالة تلك المهنة إلى مهن أخرى.

وتشمل تلك الحرف صناعات جريد النخيل، والمشغولات اليدوية مثل الملابس والتريكو، وصناعة الفخار والخزف وورش النحاس، إضافة إلى النقش على المعادن مثل الفضة والألومنيوم وفن حفر الخشب، وغيرها من الصناعات الأخرى التي تحمل طابعاً ثقافياً مصرياً.

وانتقد عدد من أصحاب تلك الحرف، معرض "تراثنا" للحرف اليدوية الذي بدأت أعماله بالقاهرة اليوم الأحد، مؤكدين أن المعرض كان يجب افتتاحه بمحافظات الصعيد التي تشتهر بالحرف اليدوية، فضلاً عن غياب كثير من الحرف عن المعرض.

وأكد الحاج رمضان محمود -أحد العارضين-ضعف الإقبال والمبيعات، مشيراً  إلى أن أصحاب تلك المهنة يواجهون العشرات من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، متهماً الحكومة بعدم الاهتمام بأصحاب المهنة مادياً ومعنوياً.

وأضاف أحد المسؤولين باتحاد الصناعات المصرية -طلب عدم الكشف عن اسمه-، أن الحرف اليدوية يعمل بها ما يقرب من مليوني عامل تحول 80% منهم إلى البطالة في ظل المعوقات المختلفة التي تواجهها الحرف اليدوية المختلفة، أبرزها قلة العائد المادي، والركود، وتراجع السياحة التي تعد القطاع الأهم لتسويق منتجاتها.

تراجع المهنة 

أكد فتحي إسماعيل -صاحب إحدى ورش تصنيع الأثاث من جريد النخيل-أنه فوجئ بعد رحلة طويلة إلى المعرض من الأقصر للقاهرة، بعدم وجود أي من منتجات صناعة أثاث "الجريد" رغم أهميتها الكبيرة.

وانتقد إسماعيل عدم اهتمام الحكومة بقطاع الحرف اليدوية الهام والحيوي الموجود بكافة المحافظات.

وأشار وحيد حمدي -صاحب محل تطريز ملابس-إلى أن الملابس المطرزة بأشكالها المختلفة، كانت تجذب السائح الأجنبي والعربي، إلا أن هناك تراجعا كبيرا في تلك الصناعة بسبب ارتفاع أسعار الخامات وهو ما انعكس على تكلفة قطع الملابس وبالتالي العزوف عن الشراء، مشدداً أن البعض لجأ إلى التسويق عبر الإنترنت، إلا أنه لا يحقق الغاية المطلوبة.

انهيار السياحة 

قال صابر حبشي أحد العاملين بالرسم على النحاس، إنه لم يجد أي منتجات نحاسية بالمعرض في ظل المشكلات التي تواجه العاملين في هذا القطاع، والمتمثلة في ارتفاع سعر الخامات وغياب التمويل.

ويؤكد سامي سعد -صاحب ورشة لصناعة الأثاث-أن صناعة فن الحفر على الخشب المعروفة باسم "الأويما" أصبحت محدودة للغاية، وهي صنعة لا تتم إلا يدوياً، مبيناً أنه من الصعوبات التي تواجه المهنة ارتفاع أسعار الأخشاب في الفترة الأخيرة، وركود في عملية بيع الموبيليا، كما أن هذه الحرفة تتطلب فنًّا وإبداعًا.

وأشار إلى أن العمالة بتلك المهنة أصبحت محدودة للغاية، مشدداً أن التمويل والإجراءات الروتينية في حالة الحصول على قروض من البنوك، لأصحاب الحرف اليدوية بصفة عامة، والضرائب المفروضة على القائمين عليها، والارتفاع الكبير بأسعار الخامات التي تأتي من الخارج، كلها أسباب أدت إلى وجود تراجع كبير بالصناعات الحرفية.