"الحرف اليدوية" المصرية بلا مبيعات وصادرات والعمالة تتشرّد

"الحرف اليدوية" المصرية بلا مبيعات وصادرات والعمالة تتشرّد

05 أكتوبر 2019
الحرف التقليدية إلى انحسار متزايد (فرانس برس)
+ الخط -
منذ سنوات تعاني "الحرف اليدوية" المصرية من تراجع حاد في صادراتها إلى الخارج، مثلما تعاني العشرات من المشكلات الداخلية، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض مبيعاتها وإغلاق الآلاف من الورش وتشريد العمالة.

في هذا السياق، يرى عدد من المسؤولين في هذا القطاع أن معرض الحرف اليدوية الذي يحمل شعار"تراثنا"، الذي افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي الأربعاء، في "قاعة المنارة" في أرض المعارض في القاهرة الجديدة، يعد إهدارا للمال العام، حيث لا يوجد أي إقبال من الجماهير على المعرض إلا من أصحاب الصنعة، ولا توجد أي مبيعات.

وكشف أحد العارضين عن ارتفاع أسعار "معرض تراثنا" إلى أرقام خيالية، حيث وصل سعر المتر الواحد إلى 2000 جنيه، مشيراً إلى إجبار بعض الورش على المشاركة في المعرض، لإعطاء صورة للرأي العام بأهمية المعرض.

وبيّن أن تلك الحرف تعتمد كثيراً على السياحة التي تعاني من تراجع كبير لنشاطها، سواء في القاهرة أو المحافظات السياحية، وبالتالي انخفضت حركة شراء صناعات الحرف اليدوية.
أحد العارضين قال إن هناك تراكماً في الديون على العاملين في هذ المجال، الأمر الذي أدى إلى تركهم عملهم وتشريد العمالة وانصراف كثير منهم إلى مهن أُخرى، ولا سيما بعد تراجع السياحة التي يعتمد عليها أرباب هذه الحرف، فضلاً عن ارتفاع أسعار المواد الخام عقب تعويم الجنيه، وهي مواد يتم استيراد معظمها من الصين.

مصادر مسؤولة في غرفة الصناعات اليدوية في اتحاد الصناعات المصرية، لاحظت تراجعاً كبيراً في صادرات الحرف اليدوية، التي وصلت قيمتها عام 2017 إلى 202.5 مليون دولار، بينما وصلت خلال النصف الأول من العام 2019 إلى 98 مليون دولار.

وهذا ما يؤكد وجود تراجع كبير فى صادرات القطاع، كما لا توجد مبيعات لتلك الحرف داخل البلاد، وأيضاً عدم وجود سياحة بعدد من المحافظات السياحية مثل سيناء وشرم الشيخ والغردقة وأسوان والأقصر والقاهرة، ما تسبب في تراجع مبيعات صناعة الحرف في محلات "البازارات" وتوقف الورش عن صناعتها.

ومن أبرز صناعات الحرف اليدوية داخل مصر، صناعة السجاد والكليم اليدوي والحياكة والتطريز المنتشرة فى سيناء وعدد من مدن القاهرة، وصناعة الخيام، والصدف، وصناعة النحاس، والرسم على الصواني والأطباق والفناجين المنقوش عليها بعض الرسوم الفرعونية أو الإسلامية، وصناعة منتجات الخوص التى يتم صناعة منتجاتها من جريد النخل، وصناعة الفخار والموبيليات والنقش على المعادن، وصناعة الرسم على الزجاج والحلي، وغيرها من الصناعات اليدوية.
عبد الله أبو الحسن، أحد العاملين في الحرف، رأى أن تلك الصناعة كانت في الماضي، أيام ازدهار السياحة، من الصناعات الوطنية المهمة في مصر، وتشكل قوة كبيرة فى الصادرات إلى الخارج، وكانت تحظى سابقاً باهتمام رسمي، لكن الوضع تغير في السنوات الأخيرة.

في السياق، قال مختار حسن، الذي يملك ورشة للنقش على النحاس في منطقة خان الخليلي في حي الحسين بوسط القاهرة، إن المنطقة كانت تعج بالورش الحرف اليدوية في الماضي بسبب ازدهار السياحة.

ودعا ممدوح الشربيني، المدير التنفيذي لغرفة صناعة الحرف اليدوية، الحكومة إلى ضرورة الاهتمام بتلك الصناعة الاستراتيجية المهمة، محذراً من أن عدداً كبيراً من العاملين في تلك الصناعة في تراجع مستمر، لعدم تلقيهم الدعم الذي يشجعهم على استمرارهم في المهنة.

واعتبر أن من أبرز المشاكل التي تواجه الحرف اليدوية هي التمويل، بخاصة بعد تعويم الجنيه، وغلاء المواد الأولية والخامات، ورفض المنتجين الدفع بالأجل.