الجزائر: السياحة المحلية تحيي آمال الفنادق في طي خسائر الإغلاق

الجزائر: السياحة المحلية تحيي آمال الفنادق في طي خسائر الإغلاق

25 يونيو 2021
العاملون في السياحة يترقبون بدء موسم الاصطياف (Getty)
+ الخط -

يقوم الأربعيني محمد جمال خيار، مالك أحد الفنادق في منطقة مستغانم الساحلية (غرب العاصمة الجزائرية)، بوضع آخر الترتيبات لاستقبال الزبائن، توازيا مع انطلاق موسم الاصطياف المنتظر مطلع يوليو/تموز المقبل، وكله أمل أن تضمد السياحة المحلية الجراح التي خلفتها جائحة فيروس كورونا على نشاطه السنة الماضية، التي اضطر فيها إلى غلق الفندق طيلة موسم الصيف.

يقول خيار لـ"العربي الجديد" إنه "ينتظر بشغف انطلاق موسم الإجازات، بعد انتهاء امتحانات الأقسام النهائية في المدارس، وقد فتحنا الحجز عبر الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي، ولحد الساعة الأمور تبشر بالخير، فهناك إقبال متوسط، وينتظر أن يرتفع، حيث نراهن على عدم قدرة الجزائريين على السفر إلى الخارج، خاصة إلى تونس وأوروبا لقضاء العطل الصيفية لتعقد إجراءات السفر".

ويضيف "تواصلنا مع وكالات السفر والسياحة من أجل الحجوزات، واضطررنا إلى مراجعة الأسعار حتى تكون في متناول العائلات، لا سيما أن الأسعار كانت في الماضي مرتفعة مقارنة بتونس على سبيل المثال، ما جعل قرابة مليوني جزائري يذهبون إلى تونس بحثاً عن السياحة، المهم الآن هو بعث السياحة وعودة النشاط إلى الفنادق الساحلية خاصة".

الفنادق والوكالات السياحية تلقت ضربة قوية بعد تجميد الحكومة والإدارات السياحية الأنشطة لمدة فاقت 8 أشهر، بسبب تفشي كورونا

وكانت الفنادق والوكالات السياحية في الجزائر قد تلقت ضربة قوية، السنة الماضية، بعد تجميد الحكومة والإدارات السياحية الجهوية (المحلية) الأنشطة لمدة فاقت 8 أشهر، بسبب تفشي كورونا، وإلزام الفنادق بإلغاء الحجوزات.

ودفع ذلك الناشطين في مجال السياحة إلى التذمر والتعبير عن غضبهم بمراسلة وزارة السياحة بحثاً عن التعويض المناسب، بعدما كانوا يعوّلون على العطل لتضميد جراحهم التي خلفتها جائحة الفيروس التاجي، وما زاد من خسائر الفنادق، تعليق الرحلات الجوية لأشهر طويلة.

وقال رضا ليماني، مدير أحد الفنادق في محافظة وهران، عاصمة الغرب الجزائري، إن "الفنادق تترقب الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف الذي تأخر هذه السنة لشهر كامل، بسبب الانتخابات البرلمانية والامتحانات في المدارس، التي أخرتها الحكومة بسبب الجائحة الصحية، ونعول كثيراً على الجزائريين لبعث السياحة وتفادي ما عشناه في 2020".

وأضاف أن "الحكومة أخلت فيما يتعلق بالتعويضات، وهي مطالبة اليوم بمرافقتنا في بعث السياحة من خلال تخفيف الشروط الصحية وتخفيض الرسوم والضرائب، الرهان اليوم ليس الربح بقدر ما هو بعث السياحة لإنعاش القطاع والحفاظ على مناصب الشغل (فرص العمل)".

وتوجد في الجزائر 14 ولاية ساحلية تمتد شواطئها إلى نحو 1500 كيلومتر. وأعلنت السلطات في إطار برنامجها لإنعاش الاقتصاد الوطني عدة إجراءات تخص القطاع السياحي.

وتضمن قانون المالية التكميلي للعام 2021، تعديل المادة 34 لخفض الرسم على القيمة المضافة الخاص بالأنشطة السياحية إلى 9% بدلاً من 19%.

وسيتم العمل بهذا الخفض إلى غاية 23 ديسمبر/ كانون الأول 2021، ويخص النشاطات السياحية والفندقية والمطاعم السياحية والأسفار وتأجير السيارات للنقل السياحي.

نقابة الناشطين في الفندقة، تطالب الحكومة بإقرار إعفاءات ضريبية وتمكين أصحاب الفنادق من الحصول على قروض من البنوك لإعادة بعث نشاطها وتجنب الإفلاس والغلق

وقال عبد القادر بشارين، رئيس نقابة الناشطين في الفندقة، لـ"العربي الجديد"، إن إعادة بعث النشاط السياحي أمر ضروري، مطالبا الحكومة بإقرار إعفاءات ضريبية وتمكين أصحاب الفنادق من الحصول على قروض من البنوك لإعادة بعث نشاطها وتجنب الإفلاس والغلق.

فرحة ملاك الفنادق لا تقل عن فرحة عمال قطاع السياحة، سواء في المؤسسات الفندقية أو الحرفيين وعمال المطاعم والمقاهي، الذين اضطرتهم المعيشة الصعبة إلى تغيير بوصلة قوتهم نحو نشاطات أخرى منها البناء، كملاذ لتأمين قوت عائلاتهم بعد غلق الفنادق والمطاعم والمقاهي والأنشطة التجارية في المناطق السياحية.

وطاولت البطالة منذ بداية الجائحة معظم عمال السياحة والمطاعم والمقاهي وأماكن الترفيه والحفلات، وهي قطاعات ترتهن بشكل كبير للطلب الذي يعبر عنه في فصل الصيف.

ويترقب بلال صايشي، القاطن في محافظة "البويرة" الداخلية، الذي اعتاد العمل في محافظة "بجاية" الساحلية، شرق العاصمة الجزائرية، لتوفر فرص العمل، خلال موسم الصيف بالنظر لعدد المصطافين بها، إنه سيعود مجددا إلى "بجاية" خلال الأيام المقبلة، بعد التواصل مع ملاك مطاعم عمل عندهم في الماضي.

وأضاف صايشي: "نأمل في انتهاء هذا الكابوس الذي عشته وعائلتي على مدار عام كامل، فقد عانيت من التنقل من عمل إلى

آخر بسبب توقف الأنشطة السياحية، ومعظم الأوقات توقفت عن العمل لأن الجائحة أضرت بكل النشاطات".

ويشكو بلال وهو رب أسرة من 3 أبناء، من غلاء المعيشة قائلا: "كيف لنا أن نعيش في ظل هذه الظروف ونواجه ارتفاع أسعار مختلف المواد الغذائية الأساسية ونحن مضطرون إلى ترك عملنا والبقاء بالبيت، إن شاء الله ستعود الأمور إلى نصابها ونعود إلى عملنا".

حالة بلال صايشي تتكرر مع مئات الآلاف من عمال الفنادق والمطاعم والتجار في المناطق الساحلية السياحية، الذين اضطروا إلى تعليق نشاطاتهم بسبب كورنا، منتظرين مصيراً مجهولاً، ومتحملين لخسائر مادية يصعب إحصاؤها حسب الملاك.

وقال عبد الرحمان سيد، لـ"العربي الجديد" إنه "اتفق مع مالك أحد الفنادق على عقد لمدة ثلاثة أشهر حتى نهاية سبتبمبر/ أيلول المقبل قابلة للتجديد وفق ظروف العمل، المهم الآن إنجاح موسم الاصطياف وبعث السياحة، لدينا فرصة لاستمالة السياح المحليين وحتى الأجانب المقيمين هنا في إطار العمل".

المساهمون