التضخم يوقف تسجيل مستويات قياسية للذهب وبيتكوين والأسهم الأميركية

التضخم يوقف تسجيل المستويات القياسية للذهب وبيتكوين والأسهم الأميركية

16 مارس 2024
ارتفاع التضخم الأميركي يربك الأسواق العالمية (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الأسواق المالية تحقق مستويات قياسية في الذهب، بيتكوين، والأسهم الأمريكية، مع إغلاق مؤشر إس أند بي 500 عند مستوى قياسي للمرة السابعة عشرة هذا العام.
- تراجع الأسواق نهاية الأسبوع بسبب بيانات تؤكد تسارع التضخم في الاقتصاد الأمريكي، مما أدى إلى خسائر في مؤشرات داو جونز، إس أند بي 500، وناسداك، وانخفاض أسعار الذهب وبيتكوين.
- تأثرت أسهم شركات الطيران بمشكلات السلامة المتعلقة ببوينغ، والمستثمرون يترقبون الأسبوع المقبل للمزيد من البيانات الاقتصادية وأحداث الشركات بما في ذلك اجتماع بنك الاحتياط الفيدرالي ومؤتمر الذكاء الاصطناعي لشركة "إنفيديا".

شهد الأسبوع المنتهي تسجيل مستويات قياسية للعديد من أنواع الأصول، كان في مقدمتها الذهب والعملة المشفرة بيتكوين والأسهم الأميركية، إلا أن صدور بيانات حكومية تؤكد تسارع التضخم في الاقتصاد الأكبر في العالم تسبب في نهاية سيئة للأسبوع، قبل أيام قليلة من اجتماع بنك الاحتياط الفيدرالي الهام.

وسجل مؤشر إس أند بي 500 يوم الثلاثاء مستوى إغلاق قياسي للمرة السابعة عشرة هذا العام، حيث تجاهل المستثمرون ارتفاعاً سنوياً أعلى من المتوقع بنسبة 3.2% في مؤشر أسعار المستهلكين، ورحبوا بالتباطؤ في بعض الفئات مثل أسعار المواد الغذائية.

ولم تكن الأسهم هي الفائز الوحيد هذا الأسبوع، حيث استقر الذهب عند مستوى قياسي بلغ 2188.60 دولاراً للأوقية يوم الاثنين، بعد أن أصبح المستثمرون أكثر ثقة بأن بنك الاحتياط الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بحلول يونيو/ حزيران، كما وصلت عملة بيتكوين المشفرة إلى مستوى قياسي في وقت سابق من هذا الأسبوع، مقتربة من 74 ألف دولار للوحدة الواحدة.

لكن مع انتصاف الأسبوع، قلصت مؤشرات الأسهم مكاسبها، بسبب تجدد المخاوف بشأن التضخم، كما تراجع كل من المعدن الأصفر والعملة المشفرة عن مستوياتهما القياسية.

وخسر مؤشر داو جونز 191 نقطة، أو نحو نصف النقطة المئوية في تعاملات آخر أيام الأسبوع، وتراجع مؤشر إس أند بي 500، الأكثر تعبيراً عن قطاعات الاقتصاد الأميركي، بما يقرب من ثلثي النقطة المئوية، بينما اقتربت خسارة مؤشر ناسداك، الأكثر تأثراً بتوقعات الفائدة، من نسبة 1%. وأنهت المؤشرات الرئيسية الثلاثة للأسهم الأميركية الأسبوع على تراجع.

وكشف أحدث مؤشر لأسعار المنتجين، الذي صدر يوم الخميس، أن تضخم الجملة في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 1.6% خلال الـ 12 شهراً المنتهية في فبراير/ شباط، وهو أسرع معدّل له منذ أشهر، بسبب ارتفاع أسعار الطاقة. وأدى ذلك إلى انخفاض مؤشر داو جونز بأكثر من 300 نقطة عند أدنى مستوى له يوم الخميس، قبل تقليص الخسائر.

وكتب كين تجوناسام، استراتيجي المحافظ في "غلوبال إكس Global X" للاستثمارات، في مذكرة قبل نهاية الأسبوع: “هذا الوضع ليس مجرد نقطة على الرادار؛ فنحن نشهد انحرافاً واضحاً عن الاتجاه الذي كنا نأمل أن نتجه إليه، خاصة في ضوء نية بنك الاحتياط الفيدرالي الواضحة لانتظار تحسن مؤشرات التضخم قبل التحرك لخفض الفائدة".

اضطراب لأسهم شركات الطيران

وتراجعت أسهم شركات الطيران هذا الأسبوع، مدفوعة بمشكلات السلامة في عملاق صناعة الطائرات بوينغ، والذي امتد إلى اللاعبين الآخرين في الصناعة المهمة في الاقتصاد الأميركي. وفقدت طائرة تابعة لشركة "لاتام إيرلاينز" 787 دريملاينر، أثناء طيرانها من أستراليا إلى نيوزيلندا، ارتفاعها فجأة في منتصف الرحلة، ربما بسبب خطأ في قمرة القيادة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

وبالإضافة إلى ذلك، قالت شركة طيران "ساوثويست" إن بوينغ أخطرتها بأنها ستسلم 46 طائرة ماكس 8 في عام 2024، أي أقل بـ 12 طائرة مما كان متوقعاً في السابق. وقالت شركة الطيران أيضاً إنها لا تقدم إرشادات للعام بأكمله في الوقت الحالي.

ولا يعد تبديل الشركات المصنعة للطائرات أمراً سهلاً بالنسبة لشركات الطيران، إذ إن أغلب الطيارين معتمدون لدى "إيرباص" أو "بوينغ"، اللتين تشكلان الاحتكار الثنائي.

وقال روبرت غوردان، الرئيس التنفيذي لشركة "ساوثويست"، في مؤتمر بنك "جيه.بي.مورغان. تشيس" الصناعي يوم الثلاثاء: "تحتاج بوينغ إلى أن تصبح شركة أفضل، وستتحسن عمليات التسليم بعد ذلك".

وأنهى مؤشر NYSE Arca Global Airline، الذي يتتبع أداء أسهم شركات الطيران الأميركية والأجنبية الكبرى، الأسبوع، بانخفاض بنسبة تتجاوز 2%، كما انخفضت أسهم بوينغ بنسبة 8%، وانخفضت أسهم ساوثويست بنسبة 17.3%، خلال الأسبوع.

لكن ليز يونج، رئيسة استراتيجية الاستثمار في شركة SoFi المالية، أشارت إلى أن مؤشر إس أند بي 500 لم يشهد انخفاضاً ليوم واحد بنسبة 2% أو أكثر منذ فبراير/ شباط الماضي، وهو ما اعتبرته "أطول امتداد لهذا الإنجاز منذ فبراير 2018".

وقالت يونج، في تدوينة نشرتها قبل نهاية الأسبوع، إن "هذه الإشارة لا تعني أن السوق يتجه نحو عمليات بيع، أو أنه يتجه نحو المزيد من المكاسب. إنها ببساطة شهادة على مدى قوة السوق لأكثر من عام، خاصة خلال الوقت الذي كان فيه الكثيرون يتوقعون الركود".

ما يمكن توقعه خلال الأسبوع المقبل

سيكون لدى المستثمرين المزيد من البيانات الاقتصادية، وأحداث الشركات، التي يمكن متابعتها الأسبوع المقبل، حيث تستضيف شركة "إنفيديا"، نجم صناعة الذكاء الاصطناعي المحبب للمستثمرين، مؤتمرها العالمي للذكاء الاصطناعي للمطورين في الفترة من 18 إلى 21 مارس/ آذار. ومن المتوقع أن يلقي رئيسها التنفيذي جنسن هوانغ خطاباً، ضمن فعاليات المؤتمر.

ومن المقرر أيضاً أن تنضم شركة Super Micro Computer الصاعدة في مجال الذكاء الاصطناعي إلى مؤشر إس أند بي 500 قبل افتتاح تعاملات السوق يوم الاثنين. وارتفعت أسهم الشركة بنسبة 276% تقريباً حتى الآن هذا العام.

ويبدأ مجلس الاحتياط الفيدرالي اجتماع السياسة النقدية يوم الثلاثاء، على أن يختتم أعماله بالإعلان عن قرار سعر الفائدة، والمتوقع على نطاق واسع أن يكون تثبيتاً له، للمرة الخامسة على التوالي. وتتوقع الأسواق، حتى الأن، أن يبدأ البنك المركزي الأكبر في العالم خفض الفائدة في يونيو/ حزيران أو يوليو/تموز، وفقاً لأداة CME FedWatch.

وسوف يراقب المستثمرون عن كثب أحدث ملخص للتوقعات الاقتصادية، والذي ينتظر أن يتحدث عنه جيروم باول، رئيس البنك الفيدرالي، في أعقاب الإعلان عن قرار سعر الفائدة. ويفترض أن يتم الكشف عن توقعات أسعار الفائدة من كل عضو في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بالبنك.

كذلك سيتعين على وول ستريت التعامل مع قائمة من البيانات الجديدة المنتظر صدورها عن سوق الإسكان الأسبوع المقبل، بما في ذلك مؤشر الرابطة الوطنية لبناة المنازل، ومؤشر ويلز فارغو لسوق الإسكان، وبيانات بدء بناء المساكن من مكتب الإحصاء، والتقرير الشهري لمبيعات المنازل القائمة من الرابطة الوطنية لسوق الإسكان. 

المساهمون