الاستهلاك الداخلي يهدّد فرص رفع صادرات غاز الجزائر إلى أوروبا

الاستهلاك الداخلي يهدّد فرص رفع صادرات غاز الجزائر إلى أوروبا

06 اغسطس 2021
+ الخط -

تلوح فرصة كبيرة، في الأفق، للغاز الجزائري، بعدما كشفت تقارير أوروبية عن بوادر ارتفاع الطلب في القارة العجوز، بدءاً من الخريف المقبل، تحسباً لفصل الشتاء، ما سيرفع الطلب، في الأسواق، ويزيد التنافس بين مموّني القارة الأوروبية، وخاصة بين الجزائر وروسيا وحتى قطر والنرويج، في وقت تسعى فيه الجزائر لتعديل كفّة الصادرات على حساب كفّة الاستهلاك المحلي، الذي تضاعف أخيراً وأثّر بحجم صادرات البلاد من الغاز.
وكشف تقرير لهيئة منشآت الغاز الأوروبية نُشر قبل أيام من طرف هيئة منشآت الغاز الأوروبية، أن أوروبا صارت بحاجة لضخ كميات ضخمة من غاز الجزائر وروسيا خصوصاً، نظراً لتوافر خطوط أنابيب بإمكانها نقل كميات كبيرة من هذه المادة إلى القارة الأوروبية، إضافة إلى الغاز الطبيعي المسال "جي.أن.أل" عبر البواخر.
ووفق التقرير ذاته، فإن نسبة امتلاء خزانات الغاز في القارة الأوروبية تبلغ 56% فقط، ما يستدعي الحاجة لضخ الغاز للوصول إلى نسبة امتلاء مقبولة قبل حلول الخريف والشتاء ومواجهة موسم البرد، مرجعاً سبب تراجع المخزونات إلى الحركية الاقتصادية التي شهدتها أوروبا في الفترة الأخيرة وبداية التعافي وتوسيع حملات التطعيم ضد كورونا.

وكانت إمدادات الغاز الجزائري إلى أوروبا والمنطقة العربية، قد دخلت في معادلة صعبة في الأعوام الأخيرة، في ظل تخمة المعروض العالمي، ولا سيما الغاز الروسي الرخيص، فضلاً عن دخول منافسين جدد لتصدير الغاز، كالولايات المتحدة الأميركية.

وهو الأمر الذي يزيد من مأزق البلد الأفريقي الباحث عن زيادة موارده المالية لمواجهة تراجع عائدات النفط، إلا أن ارتفاع الاستهلاك الأوروبي مستقبلاً سيبعث بصيص أملٍ في نفق صادرات الجزائر من الطاقة المتأثرة بتواصل تهاوي عائدات النفط.
وإلى ذلك، يقول رئيس جمعية مصدري الغاز، وزير الطاقة السابق، عبد المجيد عطار، إن "الجزائر أمام فرصة غير مسبوقة لرفع صادراتها الغازية، فحسب المؤشرات سترفع عودة النشاط للدول الأوروبية نسبة النمو، ما يعني ارتفاع الطلب أكثر على الطاقة، إلى مستويات كبيرة، خاصة مع فصلي الخريف والشتاء القادمين، المنتظر أن يكونا أقل برودة من السنتين الماضيتين، وبالتالي كل المؤشرات إيجابية".
وأضاف الوزير السابق للطاقة في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "الجزائر نجحت منذ مطلع السنة في رفع صادراتها، مقارنةً بالسنوات الماضية، وهي مؤشرات تبشّر بالخير، لكن لا تؤكد أن الجزائر حالياً مستعدة لاستغلال الفرصة المتاحة".

ونجحت الجزائر في تسجيل قفزة معتبرة في صادراتها من الغاز خلال الربع الأول من عام 2021، رغم الظروف السائدة والسياق الحالي المرتبط باستمرار جائحة كوفيد 19.
وكشفت شركة "سوناطراك" الجزائرية، وفق أرقام اطلعت عليها "العربي الجديد"، أنّ إيطاليا شكلت خلال الربع الأول من العام الحالي، الوجهة الأولى لصادرات الجزائر من الغاز بحجم إجمالي قدره 6.4 مليارات متر مكعب، أي بزيادة قدرها 109% مقارنة بعام 2020، وبذلك عززت الجزائر موقعها كثاني مموّن لإيطاليا بالغاز. وحسب أرقام "سوناطراك"، تأتي في المرتبة الثانية شبه جزيرة إيبيريا (إسبانيا والبرتغال).
ورغم هذه الأرقام الداعية إلى التفاؤل، إلا أن المنحى الذي يسلكه الاستهلاك الداخلي للغاز، مقارنة بحجم الإنتاج.
يؤكد مدير مكتب "إينرجي" للطاقة في باريس ومدير مجمع "سوناطراك" النفطي سابقاً، مراد برور، لـ "العربي الجديد" أن "الإشكال اليوم لا يكمن في الصادرات الغازية بقدر ما يكمن في الإنتاج والتصدير. فالاستهلاك الداخلي ارتفع سنة 2020 بحوالى 5% رغم الجائحة الصحية. وقبله، أي في سنة 2019، ارتفع الاستهلاك 7%، مقابل استقرار الإنتاج".

المساهمون