الأسعار في سورية تنهك المواطنين بعد زيادة المحروقات

الأسعار في سورية تنهك المواطنين بعد زيادة المحروقات

26 فبراير 2024
ارتفاع متواصل في الأسعار (Getty)
+ الخط -

"باتت كلفة وجبة الإفطار لأسرة، توازي الراتب الشهري" هكذا يقول العامل السابق بوزارة المالية بدمشق، محمود طلّع، من العاصمة السورية، فوفق الأسعار الجديدة للسلع، التي تبعت ارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء، بلغ ثمن وجبة الطعام أكثر من 200 ألف ليرة سورية "من دون لحمة طبعاً، لأن سعر كيلوغرام لحم الخروف تعدى 250 ألف ليرة، وفق تعبيره. 

ويشير طلّع أن تراجع سعر صرف العملة السورية إلى أكثر من 14500 ليرة الأحد، زاد من رفع الأسعار، خاصة للسلع المستوردة منها. ولم تسلم، بحسب المتحدث خلال اتصال مع "العربي الجديد"، المأكولات الشعبية من لهيب الأسعار "بل شهدت قفزات سعرية بأكثر من 30% خلال شهر فبراير/ شباط الجاري، مشيراً إلى أن سعر شطيرة الفلافل (طعمية) وصل نحو 9 آلاف ليرة والشاورما (لحم دجاج) الصغيرة إلى 20 ألف ليرة، وكيلو الشاورما تجاوز 150 ألفاً، في حين تعدى سعر كيلو الفول بالمحال الشعبية 15 ألف ليرة. 

ولم تسلم السلع الاستهلاكية كالأرز والسكر والخضر والفواكه والمنظفات من حمى ارتفاع الأسعار التي طاولتها بأكثر من 30% خلال الفترة السابقة، وسط توقعات بالمزيد من ارتفاع الأسعار بالتوازي مع تراجع سعر الصرف واقتراب شهر الصوم. 

الأسعار لا توازي المداخيل

ورفعت حكومة بشار الأسد، قبل أيام، أسعار المحروقات، ما انعكس، وفق مراقبين، على أسعار جميع السلع والمنتجات، على اعتبار أن المحروقات مكوّن رئيس في كلفة إنتاج جميع المنتجات الصناعية والزراعية، خاصة بواقع قطع التيار الكهربائي 20 ساعة يومياً والشح الكبير في مادة الغاز.

ويقول الاقتصادي السوري، عبد الناصر الجاسم إن رفع الرواتب والأجور الشهر الماضي "جاء كارثة على السوريين" لأن الأسعار ارتفعت وسعر الليرة تراجع، ورأى التجار بزيادة الأجور "فرصة لرفع الأسعار" الأمر الذي انعكس في النهاية "على المساكين" ذوي الدخول المحدودة الذين لم يصل دخلهم، بعد الرفع، إلى 220 ألف ليرة، في حين أن تكاليف المعيشة وفق مؤشر"قاسيون" نحو 12 مليون ليرة سورية شهرياً. 

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وحول هل يمكن تحميل التجار وزر ارتفاع الأسعار، يضيف الجاسم لـ"العربي الجديد" أنهم على العكس، محاصرون ويعملون بالحد الأدنى "عدا قلة يدورون في فلك الأسد، ويحتكرون بعض المستوردات".

ويعتبر الجاسم أن الدول تبحث عن طرق لدعم المصدرين والصادرات، في حين أن نظام الأسد ألزم المصدّر بتسليم نصف قيمة صادراته بالدولار للمصرف المركزي بالسعر الرسمي المنخفض، متوقعاً أن هذا القرار سينعكس على قلة السلع في السوق وارتفاع أسعارها، خاصة أنه تزامن مع تراجع المستوردات إثر "أحداث البحر الأحمر" الذي انعكس على المستوردات لسورية وزاد التكاليف بنحو 100%. 

انعكاسات واسعة

ويقول عضو الجمعية الحرفية للمطاعم بدمشق سام غرّة إن السبب وراء ارتفاع الأسعار المفاجئ هو شح مادة الغاز في الأسواق، حيث يضطر أصحاب المطاعم والمحال إلى شراء أسطوانة الغاز الصناعية بالسعر الحر الذي قد يتجاوز في بعض الأحيان 500 ألف ليرة. 

وكشف غرّة خلال تصريحات أمس للصحافة المحلية، أن الجمعية رفعت مقترحاً بتعديل تسعيرة المأكولات للمطاعم والمحال، ومن المتوقع أن يتم إصدار النشرة الجديدة في شهر مارس/ آذار المقبل، مشدداً على أن التسعيرة القديمة وضعت في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي. 

وطاول رفع أسعار المحروقات، بحسب مصادر إعلامية، أسعار منتجات الألبان ليسجل سعر كيلو الزبادي" اللبن" نحو 9 آلاف ليرة، وسعر كيلو الحليب  7500 ليرة، وسعر كيلو اللبنة البلدية 28 ألف ليرة، وسعر كيلو الجبنة البلدية 37 ألف ليرة، وسعر كيلو الجبنة الشلل 65 ألف ليرة. 

وتبدّى أثر رفع سعر المحروقات، إلى جانب السكر والدقيق، على أسعار الحلويات ليصل سعر كيلو الحلويات "الراقية" نحو 300 ألف ليرة، في حين لا يقل سعر كيلو الحلويات "الشعبية" عن 50 ألف ليرة. 

ويذكر رئيس الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات والمرطبات في دمشق، بسام قلعجي، لصحيفة الوطن المقربة من نظام الأسد أمس، أن ارتفاع أسعار المحروقات أدى إلى زيادة أسعار 650 سلعة بالمجمل، من بينها كل أنواع الحلويات، إضافة إلى ارتفاع أسعار الكهرباء بنسبة خمسة أضعاف والذي سيتم تحميله بكامله على المنتج أيضاً. 

المساهمون