استبعاد تجاوز النفط 100 دولار في 2023.. وواردات الصين قياسية

استبعاد تجاوز النفط 100 دولار في 2023.. وواردات الصين قياسية

17 فبراير 2023
قد ترتفع واردات الصين من الخام ما بين 500 ألف ومليون برميل يومياً (فرانس برس)
+ الخط -

استبعد أكبر مصرف أميركي "جي بي مورغان" أن يتجاوز سعر برميل النفط في الأسواق العالمية عتبة الـ100 دولار هذا العام، رغم أنّ محللين أكدوا أنّ الصين تتجه لتسجيل واردات قياسية من النفط الخام في 2023.

في هذا السياق، قال محللو "جي بي مورغان" في مذكرة، اليوم الجمعة، إنّ من غير المرجح أن يتجاوز سعر برميل خام برنت حاجز الـ100 دولار هذا العام إلا إذا حدثت تطورات جيوسياسية كبيرة، وسط احتمالات بأن تزيد مجموعة "أوبك+" الإمدادات، وأن تتعافى التدفقات الروسية بحلول منتصف 2023.

وفقاً للمذكرة، من المستبعد أن تدافع "أوبك+"، التي تضم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين من خارجها من بينهم روسيا، عن مستوى الـ80 دولاراً، وبالتالي فإنها لن تحتاج لخفض حصص الإنتاج هذا العام. وأشارت إلى أنّ التكتل قد يضيف بدلاً من ذلك 400 ألف برميل يومياً للإنتاج.

وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، قال، يوم الخميس، إنّ اتفاق "أوبك+" الحالي لخفض الإنتاج المستهدف بمليوني برميل يومياً سيظل سارياً حتى نهاية العام.

وذكر محللو "مورغان" أنه في ظل توقعات بأن يشهد الإنتاج الروسي تعافياً كاملاً بحلول يونيو/ حزيران، وأن تمنع مستويات الأسعار المرتفعة الولايات المتحدة من إعادة الشراء لتعزيز احتياطياتها البترولية الاستراتيجية فمن المرجح أن تتقلص الفجوة بين ميزان العرض والطلب. وأبقى "جي بي مورغان" على تقديراته لنمو الطلب على النفط من الصين، أكبر مستورد، عند 770 ألف برميل يومياً.

الصين: واردات نفط قياسية في 2023

هذا وتوقع محللون أن تستورد الصين كميات قياسية من النفط الخام في عام 2023، بدعم من نمو الطلب على الوقود، بعد ارتفاع حركة التنقل والسفر إثر إلغاء قيود مكافحة كورونا، وتشغيل مصافي تكرير جديدة، لتمثل آفاق الطلب القوي من أكبر مستورد في العالم عاملاً صعودياً آخر لسوق النفط التي تتلقى الأسعار فيها بالفعل دعماً من تخفيضات "أوبك+" للإنتاج والعقوبات الغربية على الصادرات الروسية.

ووفقاً لمحللين من 4 شركات استشارية في قطاع النفط هي "وود ماكنزي" و"إف جي إي" و"إنرجي أسبكتس" و"ستاندرد أند بورز غلوبال كوموديتي إنسايت"، قد ترتفع واردات الصين من الخام ما بين 500 ألف ومليون برميل يومياً هذا العام إلى 11.8 مليوناً يومياً، متراجعة عن هبوط في العامين الماضيين ومتجاوزة الرقم القياسي المسجل في 2020 عند 10.8 ملايين برميل يومياً.

المحلل في "إنرجي أسبكتس" صن جيانان، يرى أنّ البنزين ووقود الطائرات سيمثلان نحو 50% و30% على الترتيب من إجمالي النمو في الطلب على الوقود السائل، مضيفاً أنّ استهلاك وقود الطائرات سيصل إلى 90% من مستويات ما قبل الجائحة بحلول نهاية 2023.

أما المحلل لدى "ستاندرد أند بورز" وانغ تسوي، فقال إنّ "التحفيز الاقتصادي، إلى جانب التوسع في البنية التحتية في عام 2023، سيمهد الطريق لانتعاش قوي في استهلاك الديزل".

ومع زيادة الاستهلاك المحلي ووجود أسواق تصدير مربحة لإمدادها، ترى شركات الاستشارة الأربع أنّ مصافي التكرير الصينية ستزيد من سعة معالجة الخام بما يتراوح بين 850 ألف برميل يومياً و1.2 مليون برميل يومياً عن مستويات 2022 بما يمثل زيادة بنسبة تتراوح بين 6 و9%، بعدما شهد العام الماضي أول تراجع سنوي في قدرة مصافي التكرير الصينية منذ 2001.

لكن ومع كل تلك العوامل المتفائلة، أشار المحللون أيضاً لبعض الأسباب والعوامل المعاكسة التي تدعو للحذر في ما يتعلق بتوقعات الطلب. وأوضحوا أنّ من تلك العوامل بقاء المستهلكين في قلق بشأن وضع الاقتصاد الصيني خاصة على المدى القصير، واحتمالات تباطؤ الاقتصاد العالمي التي قد تشكل ضغوطاً على قطاع الصادرات في الصين واحتمالات عودة حالات الإصابة بكورونا للارتفاع والغموض المحيط بسياسة بكين المتعلقة بصادرات الوقود.

(رويترز، العربي الجديد)