ارتفاع غير مسبوق لأسعار قطع غيار السيارات في روسيا جراء العقوبات
ارتفاع غير مسبوق لأسعار قطع غيار السيارات في روسيا جراء العقوبات
سجلت أسعار قطع غيار السيارات في روسيا ارتفاعات بنسبة 45% - 65% مقارنة بالشهر الماضي بسبب تناقص السلع في السوق، ومغادرة أو تجميد عمل بعض مصنعي السيارات والموردين، على أثر العقوبات الغربية التي منعت تصدير بعض قطع غيار السيارات إلى روسيا، بخلاف وجود مشاكل في إجراءات عملية الاستيراد من دول غير مشاركة في فرض العقوبات.
وأفادت جهة موزعي قطع غيار السيارات في روسيا (ADAK)، اليوم الخميس، بأنّ تسليم قطع الغيار يأتي من خلال الواردات الموازية، ولكن يتم على دفعات صغيرة، موضحةً أنه لا يمكن الحديث في الوقت الحالي عن إمدادات مستقرة، وكذلك حول المتطلبات لخفض أسعارها.
وقال مدير ADAK أليكسي بيفكينن، لـ"العربي الجديد": "يحاول البائعون جلب أكبر عدد ممكن من قطع الغيار، لكن عمليات التسليم حتى الآن غير مستقرة، وبالمقارنة مع شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران الماضيين، لم يستورد أحد أي شيء على الإطلاق، إلا أننا نرى أنّ السوق الآن سيتحسّن تدريجياً".
وفي السياق نفسه، يقول ميخائيل دروغوف، وهو مسؤول بمركز صيانة سيارات بموسكو، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أسعار قطع غيار السيارات مرتفعة تقريباً منذ شهر فبراير/شباط، وأعتقد أنّ السبب هو العملية العسكرية في أوكرانيا، بالفعل تم إيجاد البديل وهو الاستيراد من دول وسيطة، ولكن هذا ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، على غير المعتاد".
يذكر أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقّع سابقاً على قانون يجيز استيراد المنتجات عبر دول وسيطة، في خطة هدفها تجاوز العقوبات الغربية التي تحظر التصدير إلى بلاده.
ويعفي القانون المستوردين في روسيا من المسؤولية القانونية والإدارية في حال تم الاستيراد من دون موافقة أصحاب حقوق الملكية، ويهدف القانون لتلبية طلب السوق الروسي من سلع ومنتجات تم حظر تصديرها إلى موسكو في ظل العقوبات الغربية نتيجة غزو أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط الماضي.
ويقول سيرغي إيجوروف، وموظف بمركز صيانة سيارات، لـ"العربي الجديد"، إنّه "في الوقت الحالي لا تزال الأسعار مرتفعة للغاية، لأنه لم يتم العمل على استيراد قطع الغيار بشكل صحيح، ولكن من المتوقع أن يتم التصحيح ويحدث استقرار، وستنخفض الأسعار تدريجياً، لكن لن تكون نهائياً كما كانت قبل شهر فبراير/شباط".
وأشار إيجوروف إلى أنّ "استقرار الروبل يساعد في الحفاظ على انخفاض أسعار قطع الغيار، ولكن إن لم يستقر سعر الصرف فستكون الأسعار أعلى، أما إذا بدأ الروبل في الانخفاض، فسنشهد ارتفاعاً للأسعار مرة أخرى".
وأوضح إيجوروف "بالطبع ليس جميع قطع غيار السيارات ارتفعت أسعارها، فقط ما يتم استيراده من الخارج لأنواع سيارات مثل هيونداي سولاريس، كيا ريو، وبعض طرازات بي إم دبليو".
كانت روسيا قد وضعت قائمة تفصيلية بسلع تنتجها الشركات الأجنبية لصناعة السيارات وشركات التكنولوجيا والعلامات التجارية الاستهلاكية، والتي وضعتها الحكومة الروسية ضمن ما سمته برنامج "واردات موازية"، بهدف حماية المستهلكين من العزلة التجارية التي يفرضها الغرب على البلاد.
