ارتفاع أسعار الغذاء في أسواق مقديشو في ظل تدهور معيشي

ارتفاع أسعار الغذاء في أسواق مقديشو في ظل تدهور معيشي

24 يوليو 2021
+ الخط -

تشهد أسواق مقديشو ارتفاعاً حاداً في أسعار السلع الاستهلاكية الضرورية بسبب توقف الاستيراد عبر الحاويات من ميناء جبل علي في الإمارات إلى ميناء مقديشو، هذا إلى جانب عدم قدرة سفن الشحن الصغيرة على الإبحار من الأسواق الخليجية واليمنية نحو موانئ الصومال، بسبب موسم الشتاء الذي عطل أيضاً أسواق بيع السمك في العاصمة.

وتقول زهرة علي مسؤولة مخيم العدالة للاجئين في العاصمة في حديث مع "العربي الجديد"، إن أوضاع سكان المخيم قاسية، بسبب ارتفاع أسعار الأغذية في الأسواق بشكل عام، فيما الأجور التي يحصل عليها النازحون بعرق جبينهم باتت لا تساوي شيئاً، كما أن الأموال القليلة التي يحصلون عليها مقابل أعمالهم الشاقة في منازل مقديشو التي كانت تراوح ما بين دولارين وخمسة دولارات، باتت لا تكفي اليوم لسد احتياجاتهم من الغذاء.

ويبلغ عدد سكان المخيمات نحو 1,2 مليون شخص بحاجة إلى الغذاء والرعاية الصحية. وكانت معظم الأسر النازحة في مخيمات مقديشو تحصل على وجبتين رئيسيتين فقط في اليوم، بينما ارتفاع أسعار الأغذية يجبر الكثير من تلك الأسر النازحة على تناول وجبة واحدة، بسبب الفقر والعوز، وتقلص مستوى الدعم الإنساني الممنوح لهم من قبل منظمات الإغاثة العالمية والمحلية.

وفي السياق، تقول حبيبة محمد بائعة الخضار في سوق البكارة ومن سكان النازحين في حديث مع "العربي الجديد "إن من خلال بيع الخضار كنت أعيل تسعة أطفال، وكنت أستثمر 80 دولاراً لشراء الخضار من مدينة أفجوي الزراعية (على بعد 30 كلم جنوب مقديشو)، ثم أنقلها إلى سوق البكارة لبيعها، وكنت أصرف يومياً نحو 4 دولارات لتدبير احتياجات العائلة من الطعام".

وتشير حبيبة إلى أنها فقدت عملها وكل مدخراتها، ولا تستطيع إعالة أسرتها بسبب ارتفاع الأسعار في الأسواق الذي يحرم الكثير من شراء الخضار والبهارات المستخدمة لطهي الطعام.

من جهته يشرح مادي موسى، بائع الوجبات الخفيفة في مخيم العدالة، أن ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية الضرورية في العاصمة، أثر بشكل سلبي على مصدر رزقه الوحيد؛ حيث إن ارتفاع أسعار زيت الطهي بشكل جنوني، سيدفعه لإغلاق محله قريباً، ما لم تتوافر بدائل أخرى لإنعاش تجارته.

ويشير مادي إلى أن لتر الزيت كان في حدود الدولار وأصبح بدولارين، ويضيف قائلاً إن وجباته السريعة متكدسة ولا يستطيع النازحون شراءها بسبب الأزمة الاقتصادية الكبيرة وضعف القدرة الشرائية الضعيفة للنازحين.

المساهمون