إخفاق إثيوبيا والفيضان المبكر يحميان مياه السودان

إخفاق إثيوبيا والفيضان المبكر يحميان مياه السودان

29 يوليو 2021
لا خسائر من الملء الثاني لسد النهضة (Getty)
+ الخط -

قالت مصادر سودانية إن خطوات الملء الثاني لسد النهضة التي بدأتها إثيوبيا قبل نحو شهر لم تؤثر سلباً على حصة السودان من المياه.

وأيد خبراء في الري والسدود ما ذهبت إليه تلك المصادر حيث أكدوا لـ "العربي الجديد" أن الفيضان المبكر والأمطار الكثيفة التي هطلت في الهضبة الإثيوبية أديا إلى امتصاص الأثر السالب الكبير الذي كان متوقعاً على السودان من جراء عملية الملء الثاني لسد النهضة والذي بدأ في يوليو/ تموز الحالي.

وقال الناطق الرسمي، الوزير المفوض بملف سد النهضة في وزارة الخارجية السودانية السفير عمر الفاروق لـ "العربي الجديد" إن السودان يبحث آنيا عن ضمانات لعدم تضرره من السد الإثيوبي، مشددا على أهمية التوصل لاتفاق ملزم مع إثيوبيا حوله حفاظا على الحقوق المائية.

وأشار الفاروق إلى عدم وجود خسائر من الملء الثاني بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت والفيضان المبكر.

واعتبر خبير السدود السوداني أبو بكر مصطفى أنه لا توجد خسائر تذكر من الملء الثاني لعدم وصول بناء السد إلى الارتفاع المتوقع.

وشرح لـ "العربي الجديد" أنه كان من المفترض ان يتم بناء الجزء الأوسط منه ورفعه من مستوى 574 الى 594 متراً مكعباً فوق سطح الأرض لحجز 13,5 مليار مكعب من المياه خلال 3 اشهر اعتبارا من يوليو/ تموز وحتى أغسطس/ آب، غير أن الفيضان الذي بدأ منذ أول يوليو الجاري ووصل إلى معدلات عالية في 18 يوليو منع إثيوبيا من حجز الكمية المستهدفة من المياه وتحقيق أهدافها.

ولفت إلى أن ما تم إنجازه 33 في المائة فقط من خطتها بحجز 3,5 مليارات متر مكعب فقط من المياه وكانت قد حجزت في الملء السابق 5 مليارات متر مكعب، ليصل إجمالي المياه المتواجدة آنيا في السد إلى 8,5 مليارات متر مكعب.

وأكد أن المياه تدافعت من السد ووصلت إلى 270 مليون متر مكعب السبت الماضي بمعدلات فيضان فاقت المتوسط بـ200 مليون متر مكعب في اليوم.

وأضاف مصطفى أن السودان وضع خطة تحوطية في إبريل/ نيسان الماضي لمواجهة النقص المتوقع في المياه بسبب الملء الثاني وذلك بتوفير تخزين احتياطي ببحيرتي سدي الروصيرص وجبل أولياء، وتم بعد ذلك خفض منسويبهما عقب إعلان السلطات الإثيوبية انتهاء الملء الثاني للسد.

وقال مصدر عليم بسد الروصيرص إن الوارد الطبيعي المتوقع للنيل الأزرق أكثر من 250 مليون متر مربع في اليوم، ولكن بالرغم من اكتمال الملء الثاني، إلا أن هذه الكمية من المياه لم تصل سد إلى الروصيرص حتى الآن، وإنما تأتي في شكل زيادة تدريجية يومية، مشيراً إلى حتمية الجلوس والتنسيق بين الدول الثلاث، إثيوبيا والسودان ومصر.

وأشار خبير الري المهندس دياب حسن لـ "العربي الجديد" إلى أن الملء لم يؤثر بشكل ملحوظ على السودان لعدم اكتمال التخزين في 13,5 مليار متر مكعب والاكتفاء بـ 3,5 مليارات فقط لعدم انتهاء إثيوبيا من بناء السد، نافيا تسبب سد النهضة في الفيضان المبكر للنيل.

المساهمون