أوروبا: تراجع مؤقت في التضخم يمنح الأسر استراحة قصيرة من الغلاء

أوروبا: تراجع مؤقت في التضخم يمنح الأسر استراحة قصيرة من غلاء المعيشة

30 نوفمبر 2022
متسوقون بمتاجر كارفور في باريس (getty)
+ الخط -

انخفض معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو في نوفمبر/ تشرين الثاني للمرة الأولى منذ منتصف العام  الماضي 2021، بسبب تراجع أسعار الطاقة من نفط وغاز طبيعي، وهو ربما يكون تراجعا مؤقتا يمنح الأسر التي تعاني في أوروبا من غلاء المعيشة استراحة قصيرة، وفق محللين.

ومع ذلك، حذر اقتصاديون من أن التباطؤ لن يمنع البنك المركزي الأوروبي من زيادة أسعار الفائدة على اليورو بشكل أكبر خلال الاجتماعات المقبلة.

وحسب بيانات "وول ستريت جورنال" اليوم الأربعاء، فقد زاد تضخم أسعار المستهلكين في 19 دولة تشترك في منطقة  اليورو بشكل متواصل منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وقرار الكرملين استخدام الطاقة كسلاح ضد أوروبا التي تدعم أوكرانيا في الحرب.

ونتيجة لارتفاع أسعار الطاقة، استمر معدل التضخم في منطقة اليورو في الارتفاع حتى مع انخفاض التضخم في الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر متتالية من يوليو/تموز، مما دفع البنك المركزي الأوروبي إلى رفع سعر الفائدة الرئيسي بشكل حاد أكثر من أي وقت في تاريخه.

حذر اقتصاديون من أن التباطؤ لن يمنع البنك المركزي الأوروبي من زيادة أسعار الفائدة على اليورو بشكل أكبر خلال الاجتماعات المقبلة

وحسب "وول ستريت جورنال"، أظهرت بيانات الأربعاء الصادرة عن وكالة إحصاءات الاتحاد الأوروبي أن أسعار المستهلكين في نوفمبر/ تشرين الثاني كانت أعلى بنسبة 10% عن العام السابق، وبانخفاض عن معدل التضخم السنوي البالغ 10.6% المسجل في أكتوبر/تشرين الأول مع انخفاض أسعار الطاقة.

وتوقع اقتصاديون شملهم الاستطلاع الذي أجرته "وول ستريت جورنال" الأسبوع الماضي أن يشهد معدل التضخم انخفاضاً داخل منطقة اليورو إلى 10.4%، وهذا يعني أنه بينما تستمر أسعار السلع والخدمات في أوروبا في الارتفاع بسرعة، فإنها لم تعد تؤثر بنفس السرعة على المعدل العام للتضخم. ولكن لايزال معدل التضخم بعيدا جدا عن السيطرة على غلاء الأسعار أو حتى استقرارها، ولا يضمن عدم ارتفاع معدل التضخم مرة أخرى، حسب اقتصاديين.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

ويذكر أن معدل التضخم انخفض لآخر مرة بمنطقة اليورو في يونيو/حزيران من العام الماضي 2021، لكن ثبت أن ذلك كان بمثابة توقف قصير في صعوده الطويل.

ووفقًا لرئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، من المحتمل أن ينطبق الشيء نفسه على انخفاض نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، ويصبح توقفا مؤقتاً ولا يعطي توجهاً ثابتاً.

وشكك برلمانيون أوروبيون في استمرارية توقف التضخم، وقالوا لـ"وول ستريت": "لا نرى المكونات أو الاتجاه الذي قد يقود للاعتقاد بأننا وصلنا إلى ذروة التضخم وأنه سينخفض ​​في وقت قصير".

وفي الصدد ذاته، أشارت رئيسة المركزي الأوروبي لاغارد إلى أوجه عدم اليقين بشأن الوقت الذي تستغرقه الزيادات في أسعار الطاقة وتداعياتها على الأسر.

المركزي الأوروبي ربما سيرفع سعر الفائدة الرئيسي للاجتماع الرابع على التوالي في 15 ديسمبر/كانون الأول

وعززت تعليقاتها توقعات بأن البنك المركزي الأوروبي ربما سيرفع سعر الفائدة الرئيسي للاجتماع الرابع على التوالي في 15 ديسمبر/كانون الأول، على الرغم من أن انخفاض التضخم خلال نوفمبر/ تشرين الثاني يجعل من المرجح أن تكون الزيادة أقل من التحركات المعلنة في يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول.

وقالت الخبيرة الاقتصادية في مؤسسة "أوكسفورد إيكونوميكس": "قراءة اليوم تدعم معسكر الحمائم بمجلس البنك المركزي الأوروبي الذين يفضلون زيادة بمقدار 50 نقطة أساس في سعر الفائدة على اليورو في ديسمبر/كانون الأول على الصقور، الذين يرغبون في زيادة 75 نقطة أساس أخرى".

المساهمون