أسوأ نتائج أعمال للشركات الأوروبية منذ وقت الجائحة

أسوأ نتائج أعمال للشركات الأوروبية منذ وقت الجائحة.. والآمال في التعافي محدودة

01 مارس 2024
الشركات الأوروبية تواجه تحديات كبيرة مع تباطؤ نمو الاقتصاد (Getty)
+ الخط -

نقلت شبكة "سي أن بي سي" الاقتصادية عن محللين قولهم إن ما يقرب من نصف الشركات الأوروبية خالفت توقعات الأرباح في لربع الأخير من العام الماضي، على الرغم من انخفاض التوقعات، متوقعين أن تستمر المنطقة في النضال، وسط أسعار الفائدة المرتفعة.

وبنهاية شهر فبراير/ شباط، ومع تقديم 313 شركة تقارير نتائج الأعمال الخاصة بها، تجاوز 50.2% منها فقط توقعات الربحية، وفقاً لبيانات FactSet، فيما اعتبر أقل نسبة تجاوز للتوقعات، أي أسوأ موسم في تحقيق الأرباح، منذ الربع الأول من عام 2020، الذي شهد اجتياح الوباء الشركات الأوروبية للمرة الأولى.

وأظهر تفصيل نتائج أعمال القطاعات المختلفة أن المواد والمنتجات الاستهلاكية والرعاية الصحية كانت من بين القطاعات الأسوأ أداءً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023. ومن ناحية أخرى، كانت التكنولوجيا والمرافق هي القطاعات التي حصلت على أعلى نسبة تجاوز للتوقعات، وفقاً لبيانات FactSet.

وقال إدوارد ستانفورد، رئيس استراتيجية الأسهم الأوروبية في بنك "إتش أس بي سي HSBC"، لشبكة "سي أن بي سي" هذا الأسبوع: "لم نشهد مثل هذا القدر المنخفض من تجاوز التوقعات منذ فترة طويلة". وأضاف مؤكداً أن خيبة الأمل كانت "واسعة النطاق جداً".

وقال فيليب فيريرا، نائب رئيس قسم الاقتصاد واستراتيجية الأصول المشتركة في كيبلر تشيفرو، إن هناك أسباباً عدة وراء خيبة الأمل هذه، مثل "بيئة الاقتصاد الكلي الأضعف في أوروبا، مع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسب تقترب من 0% في الربعين الثالث والرابع، وتعرض كبير لبعض الشركات للصين، التي تشهد حالياً انكماشاً وطلباً استهلاكياً ضعيفاً، وهو ما كان بمثابة عقبة أمام بعض الشركات الكبرى، ومنها شركة لوريال لمستحضرات التجميل، على سبيل المثال".

وأظهرت بيانات من مكتب الإحصاءات الأوروبي أن الاقتصاد الأوروبي انكمش بنسبة 0.1% في الربع الثالث. وفي الربع الرابع، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة بنسبة 0.1%، وبالتالي تجنب الركود الفني، الذي يعرف بأنه ربعان متتاليان من الانكماش الاقتصادي.

وواجه الاقتصاد الأوروبي مجموعة من التحديات، بما في ذلك توابع الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا. وأدى ذلك إلى أزمة طاقة في المنطقة، وأدى إلى ارتفاع معدلات التضخم بشكل قياسي. وفي نفس السياق، يتعامل الاتحاد حالياً مع أسعار فائدة مرتفعة بصورة قياسية من البنك المركزي الأوروبي، مما يزيد تكلفة حصول الشركات على تمويل جديد.

وقالت شارون بيل، كبيرة الاستراتيجيين الأوروبيين في بنك غولدمان ساكس، لشبكة "سي أن بي سي" إنها لاحظت اتجاهاً جديداً للشركات الأوروبية خلال موسم الأرباح هذا، مشيرة إلى إعلان الكثير من الشركات عن عمليات إعادة الشراء، ما يدعم أسعار أسهم تلك الشركات.

وعمليات إعادة الشراء تحدث عندما تقوم الشركة بإعادة شراء أسهمها من البورصة، مما يجعلها أكثر ندرة، ويعزز أسعارها، ويوفر دفعة للمساهمين الحاليين.

وقالت: "إنه أمر ضخم للغاية، لم يسبق لك أن رأيت هذا من قبل منذ 20 أو 30 عاماً، الشركات الأوروبية تدفع عادة أرباحاً، ولا تقوم بإعادة الشراء".

وكانت شركات "شل"، و"دويتشه بنك"، و"نوفو نورديسك"، وبنك "يو بي إس"، وبنك "يونيكريديت UniCredit"، من بين الشركات الأوروبية التي أعلنت عن خطط لإعادة شراء الأسهم في عام 2024.

وذكر بنك غولدمان ساكس بعض الأسباب وراء هذا الاتجاه، قائلاً: "كانت الأرباح في السنوات القليلة الماضية جيدة إلى حد معقول، ولديهم ميزانيات عمومية جيدة"، و"ليس هناك الكثير من المشترين للأسهم الأوروبية".

ومع ذلك، وبالنظر إلى موسم التقارير المقبل، فإن الاستراتيجيين متشائمون بشأن تبدل الأحوال.

وقال فيريرا: "نعتقد أن أرباح الشركات الأوروبية قد تظل تحت الضغط للأسباب نفسها، وهي تباطؤ النمو ونقص دعم السياسة النقدية، بالإضافة إلى ضعف الطلب الاستهلاكي المحلي".

وأضاف: "نتوقع مع ذلك حدوث تباين كبير بين تلك الشركات المنكشفة على المستهلكين الأميركيين، أو الأسواق الناشئة سريعة النمو، والأكثر إيجابية، وتلك التي تكون إيراداتها أقل تنوعاً جغرافياً".

المساهمون