أسعار النفط تتراجع مع تجاهل الأسواق لتقلبات الإمدادات

أسعار النفط تحوّل مسارها إلى التراجع مع تجاهل الأسواق لتقلبات الإمدادات

06 سبتمبر 2023
تراجعت أسعار النفط بعد ارتفاعات لـ6 أيام على التوالي (فرانس برس)
+ الخط -

غيّرت أسعار النفط  مسارها وتحولت للتراجع اليوم الأربعاء، بعدما ارتفعت أكثر من 1% في الجلسة السابقة، إذ تجاهل المستثمرون الاضطرابات التي نجمت عن خفض الإمدادات من السعودية وروسيا بعد الإعلان عن تمديد تخفيضاتهما الطوعية حتى نهاية العام، كما حد ارتفاع الدولار من الاتجاه الصعودي.

وبحلول الساعة 06.57 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 9 سنتات إلى 89.95 دولارا للبرميل. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 9 سنتات أيضا إلى 86.60 دولارا للبرميل.

ومما عكس المخاوف المتعلقة بالإمدادات على المدى القريب، فقد وصلت العقود الآجلة لخام برنت لأقرب شهر استحقاق قرب أعلى مستوى في تسعة أشهر بما يزيد بمقدار 4.13 دولارات عن الأسعار في ستة أشهر.

وبالنسبة للفارق بين العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط لشهر أقرب استحقاق وعقود بعد ستة أشهر فقد اتسع إلى 4.5 دولارات للبرميل اليوم الأربعاء، بما يحوم أيضا حول أعلى مستوى في تسعة أشهر.

كانت العقود الآجلة لخام برنت قد ارتفعت بداية تعاملات اليوم، 17 سنتا بما يعادل 0.2% إلى 90.21 دولارا للبرميل. وسجل الخام يوم الثلاثاء أول تجاوز لمستوى 90 دولارا منذ نوفمبر/ تشرين الثاني في اليوم السادس على التوالي من المكاسب.

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 23 سنتا أو 0.3 % إلى 86.92 دولارا للبرميل، وذلك بعدما لامست أعلى مستوى في عشرة أشهر في الجلسة السابقة.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية يوم الثلاثاء عن مسؤول بوزارة الطاقة، أن السعودية ستمدد خفض إنتاجها الطوعي بمليون برميل يوميا ثلاثة أشهر أخرى حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2023.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك في بيان يوم الثلاثاء، إن روسيا مددت قرارها الطوعي بخفض صادراتها النفطية 300 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام الجاري.

تأتي التخفيضات الطوعية السعودية والروسية علاوة على خفض إبريل/ نيسان الذي اتفق عليه عدد من منتجي أوبك+، والذي يمتد حتى نهاية عام 2024.

وقالت وكالة الأنباء السعودية ونوفاك إن البلدين سيراجعان قرارات التخفيض شهريا لدراسة زيادة حجم التخفيضات أو زيادة الإنتاج اعتمادا على أوضاع السوق.

تأجيل ضخ النفط العراقي عبر تركيا

وفي السياق، قالت مصادر لوكالة "رويترز" إنه ليس من المتوقع استئناف ضخ النفط العراقي إلى تركيا قبل أكتوبر/تشرين الأول الذي يُرجح أن يزور خلاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بغداد، بعد تأجيل الزيارة التي كان من المزمع في البداية أن يجريها في أغسطس/آب.

وعلقت تركيا تدفقات الصادرات من شمال العراق في 25 مارس/ آذار بعد حكم أصدرته غرفة التجارة الدولية في قضية تحكيم بأن تدفع أنقرة تعويضات لبغداد بقيمة 1.5 مليار دولار، لسماحها بضخ صادرات نفط حكومة إقليم كردستان من دون تصريح في الفترة ما بين 2014 و2018.

وقدم العراق التماسا في إبريل/ نيسان إلى محكمة اتحادية أميركية لتنفيذ القرار الصادر عن غرفة التجارة الدولية. وقالت المصادر إن عدم إحراز تقدم في تسوية هذه الدعوى كان أحد الأسباب وراء تأجيل زيارة أردوغان إلى بغداد في أغسطس/ آب.

وقال مسؤول تركي كبير إن "أردوغان لا يزال يعتزم زيارة بغداد و"يريد التوقيع على اتفاق"، لكن "حتى الآن لم يتخذ العراق الخطوات الملموسة المتوقعة منه"، مما أدى إلى عدم إحراز تقدم كبير.

وأضاف المصدر أن إحدى الخطوات التي تسعى إليها أنقرة هي وقف الدعوى في الولايات المتحدة، ولذلك من المقرر أن يزور أردوغان العراق في أكتوبر/ تشرين الأول.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية العراقية، إن بغداد لم تتلق حتى الآن جدولا زمنيا محددا من أنقرة بخصوص الموعد المتوقع لزيارة أردوغان إلى العراق.

وأضاف أن أردوغان قد يزور العراق في نهاية هذا الشهر أو على الأرجح في أكتوبر/ تشرين الأول، مشيرا إلى أن ذلك سيتوقف على مدى نجاح المحادثات المتعلقة بقضايا الطاقة التي تتطلب وقتا أطول من المتوقع بسبب تعدد القضايا الشائكة.

وقال مسؤول عراقي في قطاع النفط مطلع على المحادثات إن مسؤولي الطاقة في بغداد وأنقرة "يجرون مناقشات معقدة"، وإن استئناف التدفقات هو "المسألة الأصعب". واستبعد استئناف التدفقات هذا الشهر.

وقال مسؤولان عراقيان في قطاع النفط مطلعان على المحادثات إن تركيا تسعى أيضا للتوصل إلى حل وسط، لتقليل التعويضات للعراق عن أضرار بموجب قرار تحكيم غرفة التجارة الدولية.

وقالت مصادر عراقية في وقت سابق، إن تركيا تريد من العراق إسقاط قضية تحكيم ثانية تتعلق بصادرات تغطي الفترة بدءا من عام 2018 وما بعده.

وقال مصدران مطلعان إن حكومة كردستان العراق خسرت نحو أربعة مليارات دولار، منذ توقف تدفقات النفط إلى ميناء جيهان التركي عبر خط أنابيب.

(رويترز، العربي الجديد)