أيمن صفية.. الراقص الموهوب غادر باكراً

أيمن صفية.. الراقص الموهوب غادر باكراً

28 مايو 2020
أيمن صفية
+ الخط -

سحبته الأمواج العالية، فكان صراعه مع البحر رقصته الأخيرة على شاطئ حيفا، وغادر أيمن صفية (1991 - 2020) أول راقص باليه فلسطيني عن حياة قصيرة ملئية بالفن والتحدي والإنجاز. حالة من الحزن سادت وسائل التواصل الاجتماعي بفلسطين، نظراً لـ ظروف رحيله المفجعة، وتقاعس الشرطة الإسرائيلية الاحتلالية في البحث عنه، والذي استمر لأيام، إلى أن أُعلن أمس، الأربعاء عن العثور على جثته في منطقة بين قريتي الطنطورة وكفر لام المهجّرتين، وكان قد فُقد منذ الأحد الماضي.

اليوم في الخامسة مساء شيّع أيمن صفية من بيته في بلدة كفر ياسيف الفلسطينية إلى مثواه الأخير في حشد مؤثر من أصدقائه وأقاربه ومحبيه.

بحسب بيان لـ "جمعيّة الثقافة العربيّة" فإن الفنان الراحل حطّم "محرمات" اجتماعية وثقافية بقراره أن يكون راقص باليه، لكنه تلقى الدعم من عائلته التي ساندته في قراره السفر للدراسة في لندن، حيث أقام ستة أعوام طالباً في "مدرسة رامبريت للباليه والرقص المعاصر" قبل أن يعود ليبدأ العمل على مشاريع الرقص المعاصر في فلسطين إلى جانب فنانين آخرين من تجارب أدائية مختلفة.

يقول بيان الجمعية: "شكّل صفية منذ بداية مسيرته الفنيّة المبكّرة حالة فريدة ومميزة، اختار فيها الدخول إلى عالم رقص الباليه في الوقت الذي كان يُنظر إلى هذا النوع من الرقص كرقص وفنٍ للإناث فقط، لكن بتحدٍ من أيمن ودعم من عائلته، استطاع كسر محرّمات مجتمعيّة ليصبح أول راقص باليه فلسطيني، واستطاع النجاح في هذا المجال ليصبح راقص باليه محترفاً في سنٍّ مبكّرة ويبلغ العالميّة".

في فلسطين، شارك صفية في عروض ومشاريع مختلفة، منها "بَدْكِة" (2013)، وهو عرض يستلهم الموروث الفلسطينيّ ويدمجه بأنواع رقص من مدارس فنّيّة معاصرة مختلفة شاهده عشرات الآلاف في أكثر من مئة تظاهرة حول العالم، وكان من إنتاج "مؤسّسة عبد المحسن القطّان" و"المسرح الفلمنكي البلجيكي" إلى جانب مؤسسات فنية أخرى. 

كما قدّم صفية عروضاً كلاسيكية ومعاصرة، إضافة إلى المسرحيات الغنائيّة، في عدد من المسارح الشهيرة في برودواي وغيرها. وعمل مع مصمّمي رقص وفنانين، محلياً وعالمياً، من بينهم مصمّمة الرقص البريطانية دام جيليان لين، وعمل مع فرقة الرقص الفرنسية "لي باليه سي دي لا بيه"، وهي واحدة من أشهر فرق الرقص الداعمة لحركة المقاطعة الثقافية لـ"إسرائيل".

وذكر بيان الجمعية أن صفية عمل على تنظيم مخيم للرقص في مدينة حيفا، وهو عضو في فرقة "يا سمر" للمسرح الراقص، وقدّم تدريبات وورشات رقص في عدة مدارس وأماكن في فلسطين.

كان الراحل يُعِدّ، إلى جانب فنانين فلسطينيين آخرين، مشروع "مختبر أدائي"، وهي تجربة لإنتاج عرض أدائي خاص لـ "جمعية الثقافة العربية"، يتناول موضوع مدينة حيفا والهوية الاجتماعية والجندرية في المجتمع الفلسطيني من خلال التجارب الشخصية للفنانين في السياق السياسي والاجتماعي والثقافي.

وكان صفية قد أطلق قناة له على يوتيوب، وضمّنها بعض التسجيلات لعروض مختلفة له ولتدريبات وورش عمل قام بها، وهي ليست كثيرة لكنها تكشف عن تمكنه في الرقص وطاقته في التعبير بجسده وموهبته اللافتة التي تضاعف الحزن على رحيله.

دلالات

المساهمون