فيرا تماري.. ذاكرة المحارب ومشاغله

فيرا تماري.. ذاكرة المحارب ومشاغله

18 نوفمبر 2019
(من أعمال الفنانة فيرا تماري)
+ الخط -

لا تنفصل الممارسة الفنية لدى فيرا تماري عن بحثها وتجريبها الدائمين على مستوى الثيمة والتقنيات أيضاً، وهي التي عملت في تدريس الفن والعمارة لسنوات طويلة، ولا تزال تكتب مقالاتها النقدية موثقة في بعضها للحركة الفنية في فلسطين، وفي كلّ ذلك يشكلّ المكان وذاكرته مرجعاً أساسياً في معظم أعمالها.

كما ساهمت الفنانة الفلسطينية (1945) في تأسيس العديد من المشاريع، وكان لها دورها البارز كفاعلة ثقافية في المجتمع الفلسطيني، خاصة "متحف جامعة بيرزيت" الذي يكرّس رؤيتها حول دور الفن في نشر المعرفة والحفاظ على الموروث الثقافي الفلسطيني.

يُفتتح عند الخامسة من مساء اليوم الإثنين في "مركز خليل السكاكيني" في رام الله معرضها الجديد تحت عنوان "وكم من محارب مر من هنا"، والذي يتواصل حتى الثاني عشر من كانون الثاني/ يناير المقبل بتنيظم من "غاليري 1".

يضمّ المعرض أعمالاً نحتية من السيراميك وأخرى تركبيية والعديد من الرسومات، ما "يشكّل نقطة تحول متعددة الأبعاد في مسيرة فيرا تماري الفنية الممتدة على خمسة عقود"، بحسب بيان المنظّمين الذي يبيّن أنها "تستند إلى ذكرياتها الحميمة ورؤآها الشخصية، المضطربة والجميلة، للمشاهد الطبيعية والبحرية في فلسطين، وإلى مساءلتها لماضي أرض هشة ومثقلة بالنزاعات".

يشير البيان أيضاً إلى أن "المعرض يجمع ملاحظات الفنانة الشخصية وتأملاتها حول الطبيعة، محتفيةً بجمالها بأمل واعتزاز، دون أن تغفل، في الوقت ذاته، العواقب القاسية للحروب المتتالية، والموت، وفقدان البلاد".

تعرض تماري جانباً من تجربتها الأخيرة التي تدمج فيها بين الجذع والجسد الإنساني، حيث طبقات الألوان المائية والمواد المستعملة الأخرى في تكوين التشكيل توحي بتموضعاتها فوق بعضها البعض بحركية هادئة، تتابعها عين الناظر من أعلى اللوحة حتى أسفلها بانسيابية.

في هذه الأعمال، لا تتكئ الفنانة على مفردات التراث المتداولة في تجارب عديدة للإحالة إلى الهوية الفلسطينية، بل تجترح شكلاً جمالياً قائماً على عودة الإنسان إلى الطبيعة متماهياً معها في التفاصيل والمظهر، وفي ذلك عودة إلى الجذور بما توحيه من رسوخ في المكان، لكن التواءات الجسد الإنساني/ الشجرة تحمّل أيضاً بكل هذا الألم والحزن الذي يختلط بصموده، ويصنع بهما معنى وجوده.

يُذكر أن فيرا تماري ولدت في مدينة القدس، وحازت درجة الماجستير في الفن والعمارة الإسلامية من "جامعة أكسفورد" عام 1984، وشاركت في العديد من المعارض في العراق والأردن ولبنان وبريطانيا والولايات المتحدة واليابان، إلى جانب فلسطين.

المساهمون