سيرج أتوكوي كلوتي.. الفن لاستعادة التوازن

سيرج أتوكوي كلوتي.. الفن لاستعادة التوازن

11 مارس 2020
(من أعمال سيرج أتوكوي كلوتي)
+ الخط -

تتنوّع اهتمامات الفنان الغاني سيرج أتوكوي كلوتي (1985) بين الأعمال الإنشائية والتصوير والنحت والفنون الأدائية، التي يقارب من خلالها قضايا بيئية وسياسية واجتماعية وثقافية في بلاده، من خلال منظوره للفن ودوره في تغيير التصوّرات عن المكان.

ويستكشف في أعماله مفهوم "أفروغالونيزم" الذي يناقش ثنائية الاستهلاك والضرورة في حياة الأفارقة المعاصرة، من خلال استخدام أقنعة وجدرايات بلاستيكية يبتكرها من غالونات الزيت الصفراء التي تحيل  إلى شحّ المياه والوقود في غانا، وما يفرضه من تداعيات خطيرة في جميع مناحي الحياة.

يُفتتح عند السادسة من مساء بعد غدٍ الجمعة معرضه الجديد تحت عنوان "التوازن الحسّاس" في "غاليري GNYP" في برلين بحضور الفنان الذي يلتقي الزوّار في نقاش مفتوح، وسيتواصل المعرض حتى الخامس والعشرين من الشهر المقبل.

يميل كلوتي إلى استخدام الأشكال الكبيرة المجرّدة بألوان تعبيرية تعكس البيئة التي يعيشها في مدينة أكرا، وترتبط إحالاتها بشكل وثيق بقضاياها الراهنة كالهجرة وأزمات العولمة وتأثيراتها على العالم كلّه وليس فقط على القارة السمراء.

من المعرضيستعير الفنان الغالون الأصفر كوسيط فني، في استعادة للجفاف الشديد التي تعرّضت إليه غانا مطلع الألفية الثالثة، إبان حكم الرئيس الأسبق جون كوفي أجيكوم كوفور، حيث وُزّعت المياه في غالونات صفراء على الغانيين الذين واجه بعضهم الموت وتلف المحاصيل الزراعية التي تشكّل ركيزة أساسية في اقتصادهم.

تستعيد أعمال كلوتي بعداً من تجربة الفنان الغاني المعروف إل أناتسوي (1944) الذي يوظّف مدافع الهاون وعلب الحليب وألواح الطباعة وأغطية الزجاجات وغيرها من المواد التي يستخدمها مواطنوهم في حياتهم اليومية، من أجل الاقتراب من واقعهم وثقافتهم والتعبير عن مشكلاتهم المزمنة.

وفي رسوماته التي ينفّذها بالفحم، يطرح الفنان قضايا الهيمنة الجنسانية والعرقية من خلال إعادة تشكيل الأقنعة الأفريقية برؤية مخالفة لتك التي تعامل معها فنانون أوروبيون، ومن أبرزهم بكاسو، حيث يتم إخفاء رؤوس الأشكال خلف أقنعة بلاستيكية صفراء بأفواه حمراء فاقعة، في محاولة لتفكيك الصورة النمطية التي يتمّ تقديم الأفريقي بها وتتعلّق بنشاطه الجنسي بشكل أساسي.

يتكئ عنوان المعرض على إعلان الكاتب النيجيري تشينوا أتشيبي عن الحاجة إلى "توازن قصصي" عالمي، يشجع كلّ شخص على سرد قصته الخاصة كوسيلة لاستعادة السيطرة التي مارسها عليه الآخر حين احتكر روايته عنه، وهنا يخطو كلوتي نحو توازنه الفني.

دلالات

المساهمون