أديب نعمة.. استعادة صاحب "ما بعد الرأسمالية"

أديب نعمة.. استعادة صاحب "ما بعد الرأسمالية"

23 اغسطس 2018
(سمير أمين)
+ الخط -

يُلقي الباحث في العلوم الاجتماعية والتنمية والناشط الحقوقي اللبناني، أديب نعمة (1956)، عند السادسة والنصف من مساء اليوم الخميس، في مقهى "ة مربوطة" في بيروت، محاضرةً حول أعمال المفكّر الاقتصادي المصري سمير أمين (1931 – 2018)، الذي رحل مؤخّراً.

في مقالٍ سابق له، يُشير صاحب "مقاربات، فصول نقدية في الاشتراكية" (1990) إلى انجذابه المبكر إلى طروحات أمين الذي جمعته معه علاقة صداقة وعمل، وبشكل خاصّ جدلية "المركز والأطراف" في مسار التطوّر التاريخي والثورات.

يرى نعمة أن هذه القراءة واجهت تحدّيات عديدة، فإذا كان في الإمكان تحديد المراكز بسهولة نسبية، وهي الدول التي تملك سلطة اقتصادية وسياسية واضحة ومنظّمة في الغالب، فإن تحديد الأطراف يصبح أكثر صعوبة، موضحاً أن أمين لا يقصد بالأطراف التي تحمل إمكانية التغيير تلك البلدان التي تقع في "أدنى" مراتب التنمية والتأثير في النظام العالمي؛ فهذه الأخيرة ربما باتت على هامش النظام أو خارجه. لذلك، ميّز في مفرداته بين ما يُسمّيه العالم الثالث (مثل دول أميركا اللاتنية والهند)، وبين ما سمّاه العالم الرابع (ومنه البلدان العربية وبلدان أفريقيا).

ويلفت إلى أن تصوّر صاحب "ما بعد الرأسمالية" يقوم على أن "العالم الثالث هو الطرف الذي يُمكن أن يحمل احتمالات التغيير. أمّا العالم الرابع، فهو في وضع مأساوي لا يسمح له بذلك. ولعلّ مثل هذا التمييز هو مرآة للفكرة الماركسية التي تميّز بين الطبقة العاملة الحاملة للتغيير الثوري، وبين البروليتاريا الرثّة والمهمّشين؛ حيث تموت الأفكار الثورية لصالح الجريمة والعنف".

لكنه يستدرك بقوله: "مثل هذا التمييز بين عالم ثالث ورابع، وبين أطراف وهوامش، يبقى غير مقنع تماماً. رغم وجاهة الفكرة، إلا أن سندها النظري يُضعف فكرة ثنائية المركز والأطراف، ويُفقدها طابعها البسيط والحاسم. والتحدّي نفسه يواجه المفاهيم الأخرى، بما في ذلك مفهوم "فك الارتباط" الذي يبدو صعب التحقّق بدوره".

بناءً على ذلك، يتساءل نعمة "ما هو مصير بلداننا ومجتمعاتنا، بين لحاق مستحيل بنموذج المركز، وفك ارتباط لا يبدو قابلاً للتحقّق بدوره في ظل العولمة الراهنة والمشكلات الداخلية الهائلة في مجتمعاتنا الغارقة في الاستبداد؟".

يُذكر أن المحاضِر أصدر عدّة كتب منها: "المنظّمات الأهلية العربية والقمّة العالمية للتنمية الاجتماعية"، و"إشكاليات الاندماج الاجتماعي بعد الحرب في لبنان" (مؤلّف مشترك)، و"السياسات القطاعية لمكافحة الفقر في لبنان في منتصف التسعينات: قطاعا الصحة والتعليم" (مؤلّف مشترك)"، و"الدولة الغنائمية والربيع العربي".

دلالات

المساهمون