"أيام الفيلم المغاربي": أحلام المهمشين في السينما

كما أن ضعف التنسيق بين المؤسسات والمراكز الثقافية العربية لا يوفّر إمكانية التبادل في ما بينها والتعرّف أكثر على تطوّرات المشهد السينمائي في كل دولة، بل يغلب أن تُعرض أفلام عربية ضمن مشاركتها في المهرجانات الأوروبية والفرنكوفونية كونها تصّنف كإنتاج مشترك.

مسألة أخرى تتصل بتقديم عدد محدود من الأعمال في حال تخصيص تظاهرة بعينها، ما ينطبق على "أيام الفيلم المغربي" الذي تنطلق عروضه عند السابعة من مساء اليوم الإثنين في "مسرح الرينبو" في عمّان وتتواصل حتى الأربعاء المقبل، حيث لا يتضمّن البرنامج سوى ثلاثة أعمال فقط.

وتغيب في الوقت نفسه الندوات التي يمكّنها أن تقدّم صورة أوضح عن تجارب صنّاع هذه الأفلام، لكن يحسب للمنظّمين؛ "الهيئة الملكية الأردنية للأفلام"، و"المركز السينمائي المغربي" تنظيم لقاءات مفتوحة مع المخرجين ونقّاد حول العروض الثلاثة.

تُفتتتح الأيام بفيلم "بورن آوت" (2017) لـ نور الدين لخماري، وهو الجزء المتمّم لثلاثيته حول الدار البيصاء، في عمليه السابقين "كازانيغرا" (2008) و"زيرو"(2012)، حيث يسلّط الضوء على الحياة اليومية لدى الطبقات المفقرة في المدينة، وما تسببه التحولات الاقتصادية من فوارق اجتماعية تحدث تشوّهات واضطرابات نفسية، وتقود إلى انتشار العنف والجريمة.

يعرض غداً الثلاثاء فيلم "غزية" (2017) لـ نبيل عيوش، والذي يطرح عوالم أخرى في الدار البيضاء نفسها حيث شخصيات العمل الخمس تبحث عن حرياتها الفردية، في تقاطع مع قضايا عامّة تشغل المجتمع المغربي في السنوات الأخيرة مثل إصلاح التعليم، والاحتجاجات الشعبية في منطقة الريف، والهجرة وما يكتنفها من فشل يواجه من يستطيع الخروج من البلاد، أو من يفشل منهم في تحقيق حلمه.

أما الختام فسيكون مع فيلم "أفراح صغيرة" (2015) لـ محمد الشريف الطريبق، الذي يعود إلى مغرب الخمسينيات مستحضراً الهامش الذي تعيشه النساء في مدينة تطوان ومقاومتهن لواقعهن؛ من تناقضات المحافظة والحداثة، وتعليم الفتيات، والعلاقات العاطفية غير المعلنة، وإشكاليات تحرّر المرأة والمجتمع بأسره.