"مدينة جاز": أصوات الدورة الأولى

"مدينة جاز": أصوات الدورة الأولى

09 فبراير 2018
(إيمان الخياطي)
+ الخط -
تعرف تونس عدة تجارب بارزة في موسيقى الجاز على المستوى العربي، فهذا النوع من الموسيقى يلقى رواجاً بفضل أسماء محليّة شابّة أمثال ظافر يوسف، ومقداد السهيلي، وفوزي الشيكلي، إضافةً بالطبع إلى المكرّسين أمثال أنور إبراهم، وخالد بن يحيى.

وعلى مستوى آخر الراحل محمد المنجي الماجري، الذي رحل في كانون الثاني/ يناير الماضي وتستعيده تظاهرة "مدينة جاز" التي تنطلق في 13 من الشهر الجاري وتتواصل حتى 17 منه.

الدورة الأولى من التظاهرة تنطلق بتنظيم "النادي الثقافي الطاهر الحداد" في العاصمة التونسية، ويفتتحها فوزي الشكيلي (1950)، وهو من أبرز الأسماء التونسية في هذا المجال، وقد أصدر عدة ألبومات من بينها "تقاسيم" (1994) و"أنفاس" (2000) و"آش يهم" في (2005). كما قام مع عازف الترومبون الأميركي غلين فاريس بتقديم مقطوعات خلطت الجاز الشرقي بالغربي وقدمت على عدة مسارح عالمية.

من التجارب المغايرة تحضر الموسيقية إيمان الخياطي التي تعيد بصوتها إلى الذهن مغنيات الجاز الأفروأميركيات من ناحية خامة الصوت، وقد قدّمت بعض الأغاني التونسية في كلماتها وطريقة أدائها مثل "علاش" و"هزّ عيونك".

تقول الخياطي في حديث لـ "العربي الجديد" إن الجميل في هذا المهرجان والجديد أنه "تونسي 100%"، وتضيف رداً على سؤال ضيق التظاهرة من حيث عدد الفعاليات والأيام، "أسبوع مكثّف هو كافٍ كبداية في رأيي، خاصة وأن العروض مثيرة للاهتمام ومختلفة على مستوى النوع".

كمغنية جاز في الثقافة العربية، لا تعتبر الخياطي أن جمهورها نخبوي، لا سيما وأن الموسيقى "كلغة عالمية تمس كل الناس، فأنا أغني جاز عن حب وأكتب نصوص وألحنها، وهدفي أن أوصل ما أحس بطريقتي، أما تحديات غناء الجاز فهي كأي شكل فني آخر أن يوصل موسيقى جميلة وألا ينساق وراء التجاري والمربح".

في "مدينة جاز" ستقدم أغان جديدة، كما ستغني عرضها Escapade أو "مغامرة"، وتصفه بأنه "مزج معايير الغناء الأميركية والفرنسية والإيطالية والإسباني، بهدف التحرّر منها وتكوين توليفاتي الخاصة".

من العروض التي ستعرفها التظاهرة حفلات لكل من عمر الواعر وحمزة زرمديني ومالك الأخوة، أما عرض الختام فيقدمه الفنان مهدي عزيز.

يتضمن برنامج التظاهرة الصغيرة عدة ورش تدريبية حول الجاز وأدائه، كما ينتظم خلالها معرض فوتوغرافي بعنوان "الجاز في تونس"، إلى جانب ندوة "حكاية جاز" التي يشترك في إدارتها فوزي الشكيلي ومالك الأخوة.

وبالعودة إلى تجربة شخصية المهرجان، يسلط المنظمون الضوء على الماجري ليس فقط كعازف ساكسفون، بل كواحد ممن قدموا برامج متخصصة عنه في الإذاعة التونسية وساهم في التعريف به تاريخياً وعلى مستوى التذوق أيضاً.

المساهمون