"مهرجان المربد": خلاف على الشعر والشعراء

"مهرجان المربد": خلاف على الشعر والشعراء

07 فبراير 2018
(شناشيل البصرة القديمة)
+ الخط -
الانتقادات ذاتها يوجّهها كتّاب عراقيون في وسائط التواصل الاجتماعي كلّ عام لـ "مهرجان المربد الشعري" الذي تنطق فعاليات دورته الثانية والثلاثين مساء اليوم الأربعاء في "المركز الثقافي" في مدينة البصرة (550 كلم جنوب بغداد)، وتتواصل حتى العاشر من الشهر الجاري.

تبدأ الاعتراضات من آلية اختيار المشاركين، حيث يراها البعض تعبّر عن الشللية والعشوائية ويسودها الإرباك، كما حصل هذا العام حين سُحبت الدعوة من الشاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي بعد توجيهها إليه بذريعة حصوله على الجنسية العُمانية، والذي لم يجد له كثيرون تبريراً إذا كان الهدف من التظاهرة هو الشعر لا جنسية أصحابه.

كما احتجّ آخرون على غياب البنى التحتية عن المدينة، التي تكاد تخلو من المسارح وصالات السينما والفنون التشكيلية التي لم ترمّم منذ سنين، وكذلك لم تنجز وعود الحكومة ببناء بيوت ثقافية في عدد من مناطقها، إلى جانب تخفيض موازنة المهرجان بحسب تصريحات المنظّمين.

في حديثه لـ"العربي الجديد"، يلفت الشاعر العراقي فايز الحداد إلى أن "المهرجان لا يمثّل الشعر العراقي عند تفحّص أسماء المشاركين من العراق ومن الخارج"، موضحّاً أن "الاحتلال مزّق وحدة الثقافة الوطنية لصالح الثقافات الجزئية وظهرت أسماء ضعيفة وهزيلة أساءت للثقافة العراقية الرصينة بحجة الديمقراطية الكاذبة".

يضيف: "بالطبع، في ظلّ مهزلة الاحتلال والخراب تتناسل المهازل بالمهرجانات وغيرها وتدعمها ثقافة المحتل، فالأميركان جاءوا بمشروع ثقافي مدمّر للثقافة العراقية يقوم على محو الهوية في اللغة والتراث، ولك أن تتابع مستوى التردي في الثقافة والأدب من خلال النشريات والإصدارات الأدبية قبل وبعد الاحتلال كي تعرف الحقيقة".

يؤكّد الحداد أن "المثقّف الحقيقي مغيّب تماماً عن المشهد، حيث يهمين على المظاهر الثقافية شخوص لا يفقهون لا في اللغة ولا الأدب، ناهيك عن ظهور الشللية والعلاقات غير الأدبية تحت مسمى "النقد" الذي يخلو من أي نقد حصيف".

الشاعر العراقي حسام السراي يشير في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أنه "تم الإعلان عن قائمة مشاركين تزيد عن مئتي شاعر من العراق، رغم أنه لم توّجه لكثير منهم الدعوة رسمياً للمشاركة"، وهو ما حصل معه شخصياً مؤكّداً أن هناك احتفاء بالأسماء لا بالشعر نفسه.

يتكرّر الأمر مع الدعوات التي توّجه إلى شعراء عرب وأجانب وعراقيين مقيمين في الخارج، حيث لم يحضر في الدورات السابقة شعراء وردت أسماؤهم ضمن البرنامج.

تحمل الدورة االحالية اسم الشاعر كاظم حجاج، وبين الشعراء الذين أُعلن عن مشاركتهم كلّ من: ياسين النصير، وعبد الرحمن الماجدي، وألفريد سمعان، وكريم السماوي، وأحمد العزاوي، وذياب شاهين، وعمّار المسعودي، ومحمد علوان جبر، ومهدي القريشي، وعبد الزهرة زكي، ومثنى كاظم صادق، ومحمد خضر الحمداني.

المساهمون