الذاكرة والتاريخ: إعادة الاعتبار للمهمّشين

الذاكرة والتاريخ: إعادة الاعتبار للمهمّشين

18 يناير 2018
(من مظاهرات تونس 2010، تصوير: كريستوفر بليستن)
+ الخط -
المظاهرات التي عمّت مدناً تونسية بسبب قرارات الحكومة برفع الأسعار والضرائب خلال الأسبوع الماضي، تزامنت مع مرور سبع سنوات على الاحتجاجات التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي، كما نبّهت إلى تغيّر تسع حكومات خلال الفترة نفسها، وتراجع الوضع المعيشي أيضاً.

فعاليات عديدة نظّمتها قوى سياسية ومنظّمات مجتمع مدني ناقشت قضايا تتعلّق بالعدالة الاجتماعية والمشهد السياسي في البلاد، في محاولة لفهم التحولات الأخيرة، لكنها بالعموم تميل إلى خلاصات سلبيّة ونظرة غير متفائلة تجاه الأحداث الجارية.

في هذا السياق، اختار فرع "المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات" في تونس أن ينظّم ندوة علمية بعنوان: "الذاكرة والتاريخ في البرامج التعليمية"، بالتعاون مع "شبكة التربية والتكوين والبحث العلمي" عند الثانية والنصف من بعد ظهر غدٍ الجمعة في مقرّ المركز.

تقف الفعالية عند واحدة من القضايا الإشكالية التي تتعلّق بمناهج تدريس التاريخ المعاصر التونسية، حيث كرّست الرواية الرسمية بعد الاستقلال عبر الاختيار الانتقائي لشخصيات وأحداث من الماضي، وإقصاء ذاكرة جميع المعارضين والمنشقّين عن الحكم.

الدراسات حول هذا الموضوع ركّزت على ضرورة تولّي الدولة تشكيل هيئة مستقلّة ومحايدة تقوم بما يسّمى "مأسسة حفظ الذاكرة" في مستويات عدّة، منها إعادة الاعتبار للمناضلين غير المعروفين ضد الاستعمار الفرنسي والذين تمّ تجاهلهم لأسباب مختلفة، ولبعض الحركات السياسية التي ساهمت في صنع الاستقلال مثل "الفلاقة" و"اليوسفية" وغيرها في مناطق الجنوب التونسي خاصة، وكذلك حفظ ذاكرة قطاعات عديدة لم يوثق تاريخها مثل الأطباء والمدرسين وبعض القطاعات العمّالية في مظاهراتها ونضالاتها وعملها النقابي.

تتناول الجلسة التي ترأَسُها الباحثة وداد بن عيسى محاور عدّة يقدّم المشاركون أوراقاً حولها، هي: "العدالة الانتقالية: مقاربة الحقيقة بين الذاكرة والنسيان" للناشط صلاح الدين راشد، و"ملاحظات حول مفهوم الوطنية والقومية وتماثلاته في برامجنا التعليمية: مادة التاريخ نموذجاً" للأكاديمي والباحث محمد لطفي الشايبي، و"تطوّر الرّواية المدرسية الرّسمية لتاريخ الحركة الوطنية العلمية بين 1985-2014" للأكاديمي عبد الرحمان الهذلي.

إلى جانب ورقة بعنوان "الذاكرة الرسمية والذاكرة الجماعية" للتربوي فتحي الطاهري، و"التاريخ والحقيقة" للأكاديمي حمادي البرواقي، ويعقب ذلك نقاش مفتوح مع الجمهور وتقديم التوصيات.

المساهمون