"صندوق ألعاب" فرج سليمان: أثر طفولتنا

في حديثه لـ"العربي الجديد"، يشير صاحب "كان يا مدينة" إلى وجود تماثل في تركيبة الفرقة في كلا العملين، لكن المناخات تختلف على نحو كبير، حيث استبدل العزف بالعود بعزف على الأكورديون، لتأتي الموسيقى صاخبة وراقصة بشكل معين ومليئة بإيقاعات متنوّعة".

ويضيف أن "المقطوعات الجديدة تعتمد على حوارٍ متكامل بين البيانو، الأكورديون والترامبيت، فيه شيء من الحدّة، خلافاً لذلك الطابع العاطفيّ بين البيانو والترامبيت كما ظهر في مواد العرض الأخير".

ويلفت سليمان إلى أنه "يلعب بتركيبة الآلات لخلق عوالم مختلفة، تشبه ما كنا نقوم به أطفالاً مع ألعابنا، وما نخلقه من مشاهد خيالية"، موضحاً "عندما كنّا نلعب، كنت نستخدم كل ما في صندوق الألعاب حتّى نبني عالمنا الخياليّ الذي نشعر بسعادةٍ معيّنة في داخله. نصنع من الألعاب عوالم مثيرة وملوّنة، آمنة وهادئة أحيانًا، وصاخبة مشاكسة في أحيان أخرى. هكذا أتعامل مع الموسيقى – كأنّها صندوق ألعابي الذي أؤلّف منه عوالم خياليّة؛ بشغف وبِحُب كبيرين".

يشاركه العزف في الحفل العازفون الفرنسيون؛ جوليان آلور (ترامبيت)، وجوليان غونزاليس (أكورديون)، وفرانسوا لابيسونيه (باص)، وباتيست دي شيبوني (درامز).

الفنان الذي يقدّم عرضه لمرّة واحدة، سينطلق في جولة إلى عدد من المدن الأوروبية لأدائه يبدؤها من لندن في آذار/ مارس المقبل.

يرى صاحب "حب في غيمة" أنه اشتغل على مشاريع عديدة خلال الأعوام الأخيرة بموازاة كتابته الموسيقى لأكثر من عملٍ في الوقت ذاته من خلال التأليف للمسرح، وأعمال سينمائيّة، ومهرجانات، وأغانٍ ومسرح الأطفال محاولاً تطوير لغته وهويّته الموسيقيّة وصياغة أسلوبه بالتلحين، لكن هذا العرض يبدو مختلفاً لأنه "يشكّل لحظة توقّف صغيرة أجرّب فيها أن أكتشف وأكشف الأثر العميق لطفولتنا في ما نصنعه حين نكبر".

يُذكر أن فرج سليمان، ملحن وعازف بيانو فلسطيني من مواليد الرامة في الجليل الفلسطيني عام 1984، ويقيم في حيفا المحتلّة. له عدّة أعمال؛ من بينها: "تسجيل دخول" (2013)، و"ثلاث خطوات" (2013)، و"الباشق" (2014)، و"عيد نص الربيع" (2015)، و"وحل" (2015)، و"عزا" (2016)، و"ايكارا" (2017)، و"حبّ بلا قصّة" (2017).