"مهرجان الواسطي": عودة ثانية

"مهرجان الواسطي": عودة ثانية

18 سبتمبر 2017
محمد مهر الدين/ العراق
+ الخط -
منذ تسعينيات القرن الماضي تراجعت الحركة التشكيلية داخل العراق بسبب إغلاق معظم قاعات العرض، إذ تجاوزت قبل الحصار أربعين صالة في بغداد وحدها، كما غابت أغلب الفعاليات الفنية طوال السنين الماضية، ومنها "مهرجان الواسطي للفن التشكيلي" الذي أعيد إحياؤه هذا العام.

تحت شعار "العودة من جديد" انطلقت التظاهرة مساء الإثنين الماضي وتتواصل فعالياتها حتى 20 من الشهر الجاري ضمن خمسة معارض للرسم والنحت والخزف والتراث الشعبي والخط والزخرفة الإسلامية، بمشاركة أكثر من 150 فناناً يمثّلون أجيالاً مختلفة.

يُؤمل أن يتواصل المهرجان الذي تأسّس عام 1972 بمبادرة من أبرز الفنانين العراقيين آنذاك مثل فائق حسن وحافظ الدروبي وشاكر حسن آل سعيد وحمل تسميته نسبة إلى يحيى بن محمود بن الحسن الواسطي الذي عاش في القرن الثالث عشر وذاع صيته كرسام قدّم أعماله ضمن مخطوطات عديدة من أشهرها مقامات الحريري، إلا أن المهرجان توقّف في التسعينيات، قبل أن تعيده وزارة الثقافة عام 2010 ليتوقف مرة أخرى.

عُرض يوم الافتتاح فيلم "محمد مهر الدين.. فنان التحوّلات" لـ قاسم محسن، الذي أعقبه ندوة عن الفنان العراقي (1938 – 2015) الذي كان أحد مؤسّسي جماعة "الرؤية الجديدة" عام 1969، كما أقام عشرات المعارض وكان منشغلاً في أعماله الأخيرة برصد تداعيات الحرب على العراق عام 2003 وبشاعة الاحتلال الأميركي له جراء ذلك.

أحمد حسين الزعيمفي حديث لـ"العربي الجديد" يشير الفنان أسامة جاسم إلى أن "المهرجان يشارك فيه فنانون لهم تجرية ممتدّة وبارزة إلى جانب فنانين شباب ومشاركات لطلاب هواة"، موضحاً أنها "مشاركته الثانية من خلال لوحة بقياس 150× 120 تتناول الطبيعة في العراق".

من جهته، يرى الفنان أسعد علوان الصكر في حديثه لـ"العربي الجديد" أن "فعاليات المهرجان هي استذكار للفنان الرائد الواسطي الذي يعدّ من رموز النهضة الفنية في العراق"، لافتاً إلى أنه "شارك بلوحة واحدة ضمن اشتغاله على الشناشيل البغدادية باستخدام مادة النحاس".

وأكد أن "تراجع القيمة النوعية للفنون التشكيلية في العراق سببه الإهمال الرسمي في ايجاد قاعات للعرض تليق بنوعية الأعمال المقدّمة، وعدم وجود الدعم المالي والمعنوي للفنان وغياب حرية التعبير، ما يؤثر سلباً على حركة الفن التشكيلي، إضافة إلى ذلك الإرهاب الأعمى الذي ضرب كلّ مفاصل الدولة، لذلك يلجأ الفنان العراقي إلى خارج الحدود في أي قُطر عربي أو أوروبي لإقامة معارضه".

أما الفنان أحمد حسين الزعيم، فأوضح أن "مهرجان الواسطي يهدف إلى إغناء الساحه الفنية بتجارب وأفكار جديدة وخلق فرصة لقاء وتبادل آراء بين جمهور الفنانين وعامة الناس"، مشيراً إلى أن "الفن التشكيلي العراقي في تطوّر دائم، ولا يتحجّم في صالة عرض، حيث تمتلئ شوارع بغداد وأغلب المحافظات بعروض شبه أسبوعية تجمع النخب مع الناس بعيداً عن تقيّدات صالات العرض والقاعات الفنية".

من بين الفنانين المشاركين في "الواسطي"؛ أسعد علوان الصكر، وشمس السعدي، وأحمد حسين الزعيم، وعبد الجبار الملي، ولميعة الجواري، وشبيب المدحتي، وانتصار مناف، وعمّار حسن، ومحمد البدر، وعادل فاضل، ومحمد الشجيري، وعمر خضير، ووردة صالح مصطفى، وصالح رضا، وسعد السراج، وأسامة جاسم، وإيمان زويني، وسماح الألوسي، وعلي شاكر جاووش، وعلاء الفتلاوي.

دلالات

المساهمون