"مداد": اتسعت الرؤية وضاقت الجغرافيا

"مداد": اتسعت الرؤية وضاقت الجغرافيا

11 ابريل 2017
(من المعرض)
+ الخط -

الخط العربي في الحياة الخاصة والعامة، سيكون محوراً عريضاً تتناوله الأعمال التي سيتضمنها معرض "مداد" في دار "النمر" في بيروت، والذي ينطلق غداً الأربعاء ويتواصل حتى 12 تشرين الأول/ أكتوبر.

ولتحقيق فكرة هذا المعرض الواسعة، بتغطية حياة الحرف العربي من القرن الثامن الميلادي وحتى القرن العشرين في محيطه الاجتماعي والفني والسياسي، تطلب الأمر بحثاً وتحقيقاً لتصنيف ما يحتاجه المعرض لتلبية هدف بهذا الحجم.

أشرف على هذا البحث الأكاديمي آلان فؤاد جورج والقيّمة ريتشيل ديدمان، وتضمّن مخطوطات وأوراقاً قديمة وخزفيات وقلائد ودروعاً ونقوداً، حيث يصل مجموع المعروضات إلى 100 قطعة.

لم يغفل منظمو المعرض حضور الخط في الأعمال المعاصرة، من هنا يشارك خمسة فنانين لبنانيين بأعمال يظهر فيها الحرف العربي وكيفية استخدامه في الفن المعاصر، حيث تُقدّم أعمال مروان رشماوي ومنيرة الصلح وجنى طرابلسي وروي سماحة ورائد ياسين.

من اللافت هنا، اتساع مساحة الزمن وضيق الجغرافيا، فالمروحة الزمنية المتعددة للمعروضات القديمة شملت عصوراً وجغرافيات مختلفة، بينما ضاقت مشاركة الفن المعاصر، لتقتصر على الجغرافيا اللبنانية، علماً أن العمل على الحرف العربي منتشر في دول المغرب العربي وفي سورية على يد فنانين معاصرين أكثر بكثير مما هو في لبنان.

وفي سياق الحديث عن تاريخ الخط، يضيء الأكاديمي آلان فؤاد جورج، المتخصص في الفن الإسلامي والمحاضر في جامعة إدنبره الاسكتلندية، الجانب التاريخي النظري للمعرض، حيث يلقي محاضرة عند السابعة من مساء الخميس، عنوانها "تاريخ موجز لفن الخط العربي".

يتناول جورج بدايات الخط العربي كفن والتي نشأت في القرن الأول للهجرة في العهد الأموي، ثم كيف تطوّر مع الوقت وكيف دخلت عليه تقنيات وهندسيات وزخارف ليصبح بهذه الأناقة التي تنقّل بها في بلاد حوض المتوسط، فزين القصور والمساجد الأندلسية، ووصل حتى الصين.

واستكمالاً لهذه الوقفة التاريخية المعاصرة عند الخط العربي، تنظم الدار عند السابعة من مساء الإثنين، 17 من الشهر الجاري، لقاء بأربعة من الفنانين المشاركين بأعمال طُلبت منهم خصيصاً لتلبية هذا المعرض، وهم طرابلسي، وياسين، ورشماوي، وسماحة، حيث يجري استكشاف علاقة تجارب هؤلاء الفنانين بالخط والكتابة والطلسم والهامش وسلطة الصورة.

أما يوم 18 من الشهر الجاري فسيكون مع محاضرة تحت عنوان "هندسة الحروف العربية" للفنان والأكاديمي أحمد مصطفى، والتي تُقام في الدار عند السابعة. ويتناول فيها صاحب كتاب "الخط الكوني" علاقة المقدس بالحرف العربي، والتناسبات بين شكل الجسد وشكل الحرف.

يذكر أن محاضرات عديدة عن الحرف والخط العربي ستتواصل حتى نهاية تموز/ يوليو المقبل.

 

المساهمون