ولادات متجددة

ولادات متجددة

05 أكتوبر 2017
فخري رطروط / فلسطين
+ الخط -

ما انفكت الأعمال الفنية الخلّاقة (الجديدة تقنية ورؤيا) تجعل طرائق التلقي القديمة عقيمة وغير ذات معنى، بل ربما تظهر أن هذه الطرائق حتى في تلقيها لأعمال الماضي الفنية أصبحت بحاجة إلى تعديل، لأن الأعمال الجديدة، وهي تكشف عن وجه جديد من وجوه الفن، تفرض على أنساق الماضي أن تعيد تحديد هويتها، أن تنظم نفسها في سياق جديد ونسق جديد، أي أن دخول أي فتح فني خلاق في الحاضر يجعلنا نعيد النظر في الصورة الكلية لعالم الفن.

ومن هذه النقطة تبدأ مراجعة الأطر والمفاهيم التي وُضعت فيها أعمال الماضي، لا القطيعة معها. تبدأ مراجعة كل ما قيل عن الشعر والرواية واللوحة والموسيقى وغيرها من الفنون، ومراجعة طرائق تلقي هذه الأعمال والكيفية التي أُدرجت فيها في ثقافة شعب من الشعوب، ويبدأ نقد المفاهيم التي شاعت في العصور القديمة.

ظهور الأعمال الجديدة يقول بشكل ضمني، إن الرؤيا التي يحملها تتجاوز المنطق الشائع في النقد والتلقي والتعامل مع الفن، وإنه لم يعد ممكنا بعد الآن الحديث عنه أو تلقّيه وفق الطرائق القديمة السابقة على وجوده، كأن تقاس الشعرية بجزالة اللغة، أو باتباع تصوّرات موروثة، أو تكرار أصداء ذهنية سادت في سجلات الماضي، أو الاستجابة لتقاليد وأعراف في القول والتصوّر تحددت وأحاطتها وضعية ما بهالات وهمية. كل هذه المقاييس لا تصلح لسبر أغوار الجديد، وقبل ذلك لا تصلح لقياس الحياة ذاتها.

المساهمون