انسحاب

انسحاب

13 اغسطس 2016
مصطفى نجاي/ الجزائر
+ الخط -

كان لافتاً غياب اسم الشاعر والباحث الجزائري عيّاش يحياوي عن قائمةٍ ضمّت أسماء قرابة 300 مثقّف تضامنوا مع جمعية "الكلمة" التي تقول إنها تتعرّض، منذ فترة، لضغوطات انتهت إلى رفع دعوىً قضائية ضدّها، بتهم عدّة؛ من بينها توزيع كتابٍ "يحرّض على النظام".

يحياوي هو صاحب الكتاب الذي اكتفى فيه بتجميع منشورات كتّاب جزائريين على فيسبوك، تضمّنت آراءهم في الشأن العام. وهذا يطرح، أوّلاً، سؤالاً أخلاقياً حول حقّ إصدار عملٍ بناءً على تجميع منشوراتٍ قد لا تكون موجّهةً، أساساً، إلى الرأي العام.

في حالة "فيسبوكيات"، وهو عنوان الكتاب، سيبدو الأمرُ تطبيقاً للمقولة الشعبية "يأكل الشوك بفم غيره"؛ إذ يُتيح لصاحبه انتقاد السلطة، لكن على ألسنة الآخرين، ثم التنصّل منه بالقول إنه لا يُعبّر عن رأيه بالضرورة.

شيء من هذا القبيل فعله الكاتب حين ردّ على رسالةٍ من صاحب الجمعية، عبد العالي مزغيش، طالبه فيها باتخاذ "موقف صارم" من القضية، بحسب ما نشر الأخير عبر صفحته على فيسبوك، إذ اكتفى بالقول "كتابي يضمّ آرائي وآراء مثقّفين وقرّاء، وستبقى مجرّد آراء"، ما حدا بمزغيش إلى وصف موقفه بالبارد والمخيّب، مضيفاً: "وكأن الأمر لا يعنيه".

أيضاً، اكتفى يحياوي بالصمت حين سألته "العربي الجديد" عن رأيه، من دون اعتذار عن الإجابة حتى. وهو صمتٌ يُخفي إمّا سلبية، أو جبناً وخوفاً على مصالح وعلاقات شخصية. في الحالتين، فضّل الكاتب الانسحاب إلى الصفوف الخلفية حين تعلّق الأمرُ بقضيّةٍ تعنيه كمثقّف، وتعنيه بشكل مباشر، وكان يُفترض أن يكون أوّل المدافعين عنها، سواءً اتفق مع الجمعية أو اختلف معها.

المساهمون