معرض "كاباك نيان": مفترق حضارات

معرض "كاباك نيان": مفترق حضارات

19 يوليو 2016
(من صور المعرض)
+ الخط -

يزداد الاهتمام باستلهام المعالم التراثية في الفوتوغرافيا والفنون لغايات عديدة، منها التوثيق لأمكنة تعرّضت أو يتهدّدها خطر محتمل، وتسجيل سيرة بصرية لها، مع محاولة إيجاد مقاربة جمالية تُظهر حجم التغيّرات التي تطرأ على هذه المواقع.

تحضر هذه الخلفية مع الإعلان عن افتتاح معرض فوتوغرافي خاصٍ بـ "طريق كاباك نيان" الذي يقع في البيرو، احتفالاً بمرور عامين على انضمامه إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي، في الساعة السابعة من مساء اليوم الثلاثاء في "المؤسّسة العامة للحي الثقافي" (كتارا).

"كاباك نيان"، الذي يُعرف أيضاً باسم "الطريق الإنديزي الرئيسي"، يشكّل العمود الفقري للقوّة السياسية والاقتصادية لإمبراطورية الإنكا. وقد ربطت شبكة الطرق التي امتدّ طولها إلى أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر، عدداً كبيراً من مراكز الإنتاج والإدارة، إضافة إلى أماكن أخرى تعود جذورها إلى أكثر من ألفي عام سبقت حضارة شعوب الإنكا والإنديز.

وفي زمن الثاياس (التايلانديين)، كان طريق الكاباك نيان يمرّ عبر ستة بلدان أمريكية جنوبية، من الشمال إلى الجنوب: كولومبيا، الإكوادور، البيرو، بوليفيا، تشيلي والأرجنتين.

وأسّست إمبراطورية الإنكا شبكة طرقها على حجم قاري، فطرُقها كانت تعبّر عن تطوّر المهارات التنظيمية التي تمتّعت بها القوّة العمالية آنذاك، والتي أسهمت بدورها في خلق أداة جوهرية لتوحيد الإمبراطورية على المستويين العملي والتنظيمي.

وعكَس الطريق، أيضاً، العلاقة الحميمة والمتناغمة بين أفراد الشعب وقدرتهم على التأقلم مع المشهد المناخي، لتؤكّد أن القدرة الإنسانية استطاعت أن تحوّل إحدى أكثر المناطق الجغرافية في العالم وعورة على أرض أميركا الجنوبية إلى بيئة ملائمة للحياة.

يقدّم المعرض لمحة تاريخية عن هذا الطريق التاريخي، وسجلاً للحياة اليومية للعديد من سكان المدن التي تستخدمه، والسياح الذي يؤمّونه من مختلف أنحاء العالم.

يُذكر أن اليونسكو قد أدرجت حزيران/ يونيو 2014 "الكاباك نيان" بوصفه موقعاً للتراث العالمي على قوائمها، خلال الجلسة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي التي عُقدت في الدوحة.

دلالات

المساهمون