استقلالية متوهّمة

استقلالية متوهّمة

21 ابريل 2016
بهرام حاجو/ سورية
+ الخط -

يتيح الإعلام إمكانية لامتناهية لخلط المفاهيم، وإخضاع الفن والثقافة إلى شعارات مفرغة عن استقلاليتهما، بينما يفتقد المبدعون "المستقلّون" القدرة الكافية لمقاومة ما تفرضه عليهم المؤسّسة من قوالب جاهزة تحدّ من إبداعهم وحرّيتهم، ويعجزون حتى عن تأمين متطلّباتهم المعيشية.

يُغفل فنانون وكتّاب أن مهمّتهم الأساسية تتمثّل في تفكيك هذه القوالب، وكشْف التباساتها، وإلاّ سيبقون أسرى للعبة سلطة لا ترى الفن سوى شكل من أشكال الدعاية، مهما أبدت من "تهذيب" في تعاملها معه.

ليس بعيداً عن هذه المتاهة، انشغل الإعلام المصري بتأكيد أو نفي قرار أصدرته نقابة المهن الموسيقية، قبل أيّام، بسحب "إذن" الغناء من الفنّانة دينا الوديدي، بسبب تصريحات نُسبت إليها، وعُدّت "إساءة للنقابة".

انشغل إعلاميون، ومعهم روّاد التواصل الاجتماعي، بتفنيد القرار، كونه لم يجرِ التحقيق مع المغنية، ولأن نقيب الموسيقيين استغرب صدور "قرار لم يسمع به". لكن الجميع تناسوا أن الضجّة أثيرت أساساً بعد أن عبّرت الفنّانة عن سعادتها بنزع صلاحيات "الضبطية القضائية" من أعضاء النقابة.

المنتظر من أيّ فنّان "مستقل" هو ألّا ينساق مع منطق الإثارة الإعلامية، التي تحوّله إلى مجرّد مادة خبرية، بما أنه يمتلك فعل الاحتجاج، والإبداع في خلْق واقعه الجديد، ولا تنقصه أفكار لتأسيس نقابة جديدة.


المساهمون