مهرجانات سينما المرأة..براهين نحن هنا

مهرجانات سينما المرأة..براهين نحن هنا

26 سبتمبر 2015
من الفيلم االإيراني "ناهد" المشارك في المهرجان
+ الخط -
تنطلق فعاليات "المهرجان الدولي لفيلم المرأة" في مدينة سلا المغربية يوم 28 أيلول/ سبتمبر الجاري بعرض فيلم الافتتاح "حضور أسمهان الذي لا يُحتمل" للمخرجة الفلسطينية عزة الحسن، وتستمر عروض الدورة التاسعة من المهرجان بأفلامها الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة حتى 3 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

المهرجان ليس الوحيد من نوعه في المنطقة، فهناك "مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة" و"مهرجان سينما المرأة" في فلسطين وغيرها.

تحتمل أهمية ودور هكذا مهرجانات قراءتين، الأولى تكمن في ضرورة تسليط الضوء على المساهمة السينمائية والإضافة التي تقدّمها المرأة، سيما وأن السينمائيين الرجال يسيطرون على النجومية في الإخراج والإنتاج والتصوير والسيناريو، في حين تُعطى المرأة أهميتها السينمائية كممثلة أكثر من أي دور آخر، فمقابل عشرات المخرجين العالميين يحفظ المتفرج أسماءهم وعناوين أفلامهم، بالكاد يمكنه تذكر اسم مخرجة واحدة.

إذن فالحاجة لهذه التظاهرات، قد يبررها الحاجة إلى تمييز فئة يتم تناسيها أو نسيانها أو تجاهلها لأسباب مختلفة جندرية واقتصادية وثقافية. الأمر يذكر بالموجة الثانية من النسوية التي بحثت واكتشفت وكشفت عن مجموعة براهين أثبتت الدور التاريخي لفنانات في الحياة الثقافية، والذي أسهم في فهم التاريخ الثقافي والاجتماعي والسياسي من منظور جديد.

لكن هناك قراءة أخرى، تقتضي ضرورة التمييز بين المرأة السينمائية وسينما المرأة ثم بينها وبين السينما التي ينتجها الرجل، أي الفرق بين المرأة والمرأة في هذا الفن نفسه، وليس فقط بين الرجل والمرأة، ثم أن نسأل أنفسنا السؤال الأهم: ما الفرق الذي نلمسه حين يكون الفيلم من إخراج امرأة؟ إذ حين نقول إن هناك سينما وهناك سينما المرأة فنحن نفترض ضمنياً وجود فرق، والآن هل نعرف حقاً ما هو؟

حين نطلق مصطلح سينما المرأة ونبني عليه مهرجانات وتظاهرات، فنحن إما أننا نفترض أنه من المعروف حقاً ما المقصود بذلك، أو أننا نسير على نهج دولوز، نضع المصطلح ثم نكتشفه، ونحاول أثناء ذلك فهم الفرق بين السينما التي تخرجها امرأة وتلك التي يخرجها رجل.

قد يكون في محاولة التمييز الإيجابي هذا شكلاً من التعسف على المرأة السينمائية نفسها من حيث نريد إنصافها، فكأن هذه السينما تتلقى معاملة كفئة وحدها إما لعلة فيها أو في المتلقي لها.

المساهمون