عزيزي فايز نهري

عزيزي فايز نهري

30 يوليو 2015
(بورتريه للشاعر عزمي موره لي من أعمال فايز نهري)
+ الخط -

عزيزي الأستاذ فايز نهري،

لا أعرف السبب الذي دفعني لأكتب إليك اليوم. كان بإمكاني أن أتصل بك مباشرة، فما زلت أحفظ رقم هاتفك عن ظهر قلب. ربما لأني خجل من نفسي فأنا لم أتصل بك طوال الفترة الماضية، وربما أخاف أن أشعر بالحنين أو ربما لدي رغبة مبطنة بأن أعرّف الناس بك.

قد لا يعرف الكثيرون أنك من أبرز النحاتين السوريين منذ السبعينيات، ولن أبالغ إن قلت أنك أفضل من نحت "البورتريه". وجوه الماغوط، فاتح المدرس، نصير شورى وغيرها تشهد على ذلك.

أبحث عنك في الإنترنت فلا يظهر لي الكثير. وجدت صورة لبورتريه الشاعر عزمي موره لي. أتذكر كيف كنت تتفاخر بإنجازك لهذا البورتريه في وقت قياسي. هل كانت عشر ساعات أم أحد عشر ساعة من العمل المتواصل؟

أما يزال تمثال العائلة في حديقة المنزل؟ أذكر عندما أخبرتني أنك تريد أن تحقّقه يوماً كنصب كبير تفاعلي، يستطيع الناس أن يتمشوا داخله. كان لديك الكثير من المشاريع والأحلام. أعرف أنك لم تحقق منها شيئاً.

كيف تقضي يومك، من دون كهرباء، في صيف دمشق الحار؟ هل من مريدين جدد يترددون على مرسمك؟ أم أن الجميع قد رحل؟

عندما زرتك للمرة الأولى في مرسمك، المرتجل في حديقة منزل العائلة، كان هناك نحّات يساعدك في قولبة تمثال كبير لـ مريم العذراء، اسمه وائل قسطون إن لم تخنّي الذاكرة. علمت، من خلال الفيسبوك، أنه قضى نحبه في إحدى أقبية الأمن في مدينة حمص. لا أعرف كيف استقبلت خبر وفاته...

على طرف النافذة المطلة على الحديقة، أمام صورة الـ موره لي، هناك صليب صغير وشمعة تشعلها كل مساء وتصلي للرب أن يحمي البلد، العائلة والأصدقاء، أما زلت تواظب على هذا الطقس؟

أستاذ فايز، كن بخير.

(باريس)

دلالات

المساهمون