روح فرانكشتاين تخطف "بوكر" 2014

روح فرانكشتاين تخطف "بوكر" 2014

30 ابريل 2014
الروائي الفائز أحمد سعداوي
+ الخط -

أعلن في أبو ظبي البارحة مساءً فوز العراقي أحمد سعداوي بجائزة "بوكر" العربية لعام 2014 عن روايته "فرانكشتاين في بغداد" (دار الجمل، 2013). وبذلك يكون فرانكشتاين قد سجَّل هدفاً في شِبَاكٍ خمس.

هدّافون روائيون نافسوا سعداوي. يوسف فاضل بـ"طائر أزرق نادر يحلّق معي" (دار الآداب)، إنعام كجه جي بـ"طشاري" (دار الجديد، 2013)، خالد خليفة بـ"لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" (دار العين، 2013)، عبد الرحيم لحبيبي بـ"تغريبة العبدي، المشهور بولد الحمرية" (دار أفريقيا، 2013) وأحمد مراد بـ"الفيل الأزرق" (دار الشروق، 2013). لكن القرار الأخير كان للمحكمين.

فكرة العمل الفائز أن رجلاً يخيط أشلاء قتلى في بغداد ويصنع منها فرانكشتايناً عراقياً، يجوب الشوارع منتقماً من قاتلي ضحاياه. لهذا الفرانكشتاين روح، بحسب سعداوي، إلا أنها بلا جسد. وهذه الروح مستعدة لأن تقيم في جسد مجهّز لغرض واحد.

عنف الفكرة وقسوتها لا يبطلان فرادتها. ويبدو أن سعداوي تمكن بضربة ذكية من أن يرسم طيفاً من ألوان العراق الحاضر، بدءاً بعام 2005 تاريخ بدء الرواية. العمل يأتي محمولاً على رمزية واسعة. وسعداوي، بلجوئه إلى شخصية فرانكشتاين، ووضعها في سياق اليوميات العراقية، أضاف إلى صورة المسخ بعداً سياسياً وتراجيدياً. وكذلك وظيفة. رغم إلحاقه هذه المخيلة بواقع دموي صلب.

لجنة التحكيم تألفت هذه السنة من النقاد والأكاديميين سعد البازعي (رئيس)، عبدالله ابراهيم، زهور كرم، محمد حقي صوتشين وأحمد الفيتوري. وقد أشاد البازعي بالأعمال المشاركة، وتطرق إلى كثرة الروايات المقترحة متمنياً لو كان بحوزة أعضاء اللجنة مزيداً من الوقت.

وحول اختيار رواية سعداوي، قال البازعي: "جرى اختيار "فرانكشتاين في بغداد" لعدة أسباب، منها مستوى الابتكار في البناء السردي كما يتمثّل في شخصية (الشمسه). وتختزل تلك الشخصية مستوى ونوع العنف الذي يعاني منه العراق وبعض أقطار الوطن العربي والعالم في الوقت الحالي. في الرواية أيضاً عدة مستويات من السرد المتقن والمتعدد المصادر. وهي لهذا السبب وغيره تعد إضافة مهمة للمنجز الروائي العربي المعاصر".

يذكر أن روايتين ("فرانكشتاين في بغداد" و"طشاري") من الروايات الست في القائمة القصيرة كانت من نصيب العراق وحده. الأمر الذي يشير إلى مدى إصرار العراقيين على منازلة واقع وحده فرانكشتاين يعتاش منه.

المساهمون