مهرجان بغداد.. سينما بلا ضيوف

مهرجان بغداد.. سينما بلا ضيوف

20 أكتوبر 2014
من "الطفل الرابع"، لـ وحيد موسيان (إيران)
+ الخط -

في ظل ظروف أمنية وسياسية استثنائية يعيشها العراق؛ اختُتمت فعاليات "مهرجان بغداد السينمائي الدولي" في نسخته السادسة بمشاركة أفلام من حوالي 40 بلداً بالشراكة مع مهرجان "كليرمون فيران" في فرنسا.

وعُرضت في مسابقات المهرجان قرابة 100 فيلم. رقم لافت نظراً إلى الأوضاع الصعبة التي تعاني منها البلاد، وعدم الجاهزية الفنية التي وسمت معظم دور العرض؛ ما يطرح السؤال عن الكيفية التي تعامل بها القيّمون على هذا المهرجان مع الحدث والإجراءات التي اتخذوها لاستيعاب هذا الكمّ من العروض.

حفل الختام الذي أُقيم في فندق فلسطين (ميريديان سابقاً) وسط العاصمة، احتضن المئات من الفنانين والمهتمين بالفن السابع، وشهد توزيع جوائز على الأفلام الفائزة، حيث ذهبت الجائزة الأولى للفيلم الروائي الطويل إلى المخرج الإيراني وحيد موسيان من إيران عن شريطه "الطفل الرابع"، في حين نال فيلم اليوناني يانيس لافاتاس "طريق إلى التاريخ" جائزة أفضل شريط وثائقي.

أما الجائزة الأولى في مسابقة الفيلم الروائي القصير، فحازتها الإسبانية مانيل ريجا عن فيلمها "الدجاجة". فيما تقاسم جائزة "مخرجات عربيات"، التي أطلقها المهرجان حديثاً، كل من جنان فاتن محمدي (المغرب) عن فيلمها "صرخة بلعمان" وسارة مراد (مصر) عن "بهدوء".

وكان للسينما العراقية حضور في هذا الحفل، حيث أعلن عن فوز كلٍّ من فيلمي "المملكة الخفية" إخراج مرتضى الباهض، و"أنا سامي" إخراج كي بهار بالجائزة الأولى مناصفة عن فئة "آفاق جديدة" الخاصة بالأفلام العراقية.

وللمرة الأولى في مسيرته، أعلن المهرجان عن مشاركة أفلام من أفريقيا وأميركا اللاتينية، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الأفلام العراقية رغم تراجع صناعة السينما في البلاد وانحسار سوقها منذ سنوات. كما شهدت هذه الدورة الإعلان عن تشكيل أول رابطة للسينمائيين الشباب في العراق.

كان واضحاً في هذه الدورة أيضاً غياب الضيوف العرب والأجانب عن المهرجان وحفله الختامي، واكتفاء الكثير منهم بإرسال أفلامهم للمشاركة. مدير المهرجان عماد العرادي قال لـ "العربي الجديد" إن سبب هذا الغياب هو منع السفارات العربية والأجنبية مواطنيها من الحضور إلى العراق بسبب الأوضاع الأمنية التي تشهدها البلاد، مشيراً إلى أن "الضيوف اكتفوا بالمشاركة عن بعد".

وأشار العرادي إلى أن المهرجان ساهم في تشكيل مبدأ "السينما من أجل التنوع الثقافي" وذلك من خلال عرض أفلام آتية من بيئات وثقافات مختلفة. كما أشار إلى دعم المهرجان للسينما النسوية وسينما حقوق الإنسان، وتأسيس حوار جاد وفعّال حولهما بحضور ومشاركة نخب عراقية من مختلف التوجهات.

ظروف انطلاق المهرجان كانت صعبة وعسيرة كما أشار رئيس المهرجان طاهر علوان، الذي أكد أن طاقم عمل المهرجان عانى من ضعف الدعم الحكومي، وقلّة تفاعل بعض المؤسسات الثقافية بالإضافة إلى الظروف التي تمر بها البلاد. لكنه ذكر أن هذه الدورة شكلت نقطة تحوّل للمهرجان من جميع النواحي سواء من ناحية "التنظيم وعدد الدول المشاركة والشراكة التي عقدت مع عدد من المهرجانات العالمية".

أما عضو لجنة التحكيم في المهرجان الفنانة ليلى محمد فقد أكدت أن مهمة صناعة السينما في العراق عسيرة وصعبة، في ظل عقبات إنتاجية وغياب دور عرض سينمائي صالحة لاستقبال المشاهدين، والفوضى التي تعصف بالساحة الفنية العراقية.

المساهمون