يوسف أحمد.. الدوحة قبل ستّة عقود

يوسف أحمد.. الدوحة قبل ستّة عقود

24 نوفمبر 2021
(من المعرض)
+ الخط -

تشكّلت الدوحة قبيل اكتشاف النفط من مجموعة أحياء مثل الرميلة‭ ‬والبدع‭ ‬والجسرة‭ ‬ومشيرب‭ ‬والنجادة، التي ضمّت معالم تاريخية من أبرزها قلعة العسكر، وجامع ‬الشيوخ‭ ‬الذي‭ ‬تأسّس‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي ‬واتخذ طراز ‬المساجد‭ ‬العثمانية، وقلعة الكوت وغيرها.

ومنذ خمسينيات القرن الماضي، تضاعَف عدد سكان العاصمة القطرية من بضع عشرات الألوف إلى أكثر من مليونَي نسمة اليوم، كما شهدت توسّعاً عمرانياً كبيراً في السبعينيات وفق مخطّطات نُفّذت على عدّة مراحل، حيث اختفت العديد من المباني قبل أن يتم الالتفات إلى إحياء عدد من المناطق التراثية.

يستعيد الفنان التشكيلي القطري يوسف أحمد (1953) في معرضه الجديد "محلات" الذي افتُتح اليوم في "متحف محمد بن جاسم" بمتاحف مشيرب في الدوحة، معالم منطقة مشيرب خلال عقدَي الخمسينيات والستينيات.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

يعكس المعرض، الذي يتواصل المعرض حتى نهاية شباط/ فبراير المقبل، عناصر البيئة المحلية التي تم استخدامها في تشييد تلك المباني من خلال خمس وثلاثين لوحة زيتية، حيث بُني العديد منها في منطقة شارع الكهرباء التي حملت الاسم كونه أوّل شارع مضاء في العاصمة القطرية، واحتضن أول محطة للكهرباء.

يرسم أحمد المحلات والدكاكين التي ضمّها الشارع، وكانت ملكية معظمها تعود إلى عدد من التجّار اللبنانيين، ومنها "البيت الحديث"، و"بقالة صيدا"، و"مطعم بيروت"، و"أحذية مبروك"، و"متجر الطائف"، والتي يستذكرها الفنان خلال مرحلة الطفولة والشباب.

كما يوثّق المعرض معالم من شارع عبد الله بن ثاني الذي شهد تطوّر الأنشطة التجارية في المدينة، بدءاً من السبعينيات، وتمزج الرسومات بين أسلوب واقعي مع الحروفيات التي استطاع أحمد تطويرها في تجربته الممتّدة لخمسة عقود، حيث وظّف خلالها الحروف العربية والصينية واليابانية.

في إحدى لوحات المعرض، يظهر شارع يحتوي مجموعة من المحال التجارية، منها "مخبز الجسرة" و"صفّار الفريج" و"دكان الساعي"، التي رسمها بألوان داكنة في إبراز لشكلها دون الاهتمام بالتفاصيل التي ربما يصعب استحضارها الآن. وفي لوحة ثانية، يرسم أحمد "بقالة الفريج" و"دكان الشباب".

يُذكَر أنّ لوحات يوسف أحمد تعتمد الأشكال الهندسية وعلى درجات اللّون الرمادي، كما يتناول بعضُها البيئة التقليدية والتراث القطري، حيث تظهر الأحياء والبيوت والجموع والمرأة وملابسها، والرقص الشعبي الذي يؤديه الرجال في المناسبات والأعياد.
 

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون