وقفة مع هادي زكّاك

وقفة مع هادي زكّاك

01 ابريل 2023
هادي زكّاك (تـ: إفلين حليس)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "بات إنجاز عمل فنّي إعلانَ حرب على الموت والواقع الأسود"، يقول الكاتب والمخرج السينمائي اللبناني في لقائه مع "العربي الجديد".



■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟

- أُنهي العمليّات الأخيرة من فيلمي الجديد؛ وهو يحمل اسم "سيلَما". كما أقوم بأبحاث للفيلم القادم وأتابع التدريس في معهد السينما في "جامعة القدّيس يوسف" ببيروت، بالإضافة إلى إعطاء دورات متخصّصة في مجال الفيلم الوثائقي.


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟

- آخر عمل هو كتاب "العرض الأخير، سيرة سيلَما طرابلس" الذي صدر في بيروت سنة 2021. هذا الكتاب تحوّل حاليًّا إلى فيلم وثائقي طويل يحمل اسم "سيلَما". أمّا العمل القادم فهو قيد التطوير، ويتطرّق إلى موجات هجرة وتهجير شهدت عليها منطقتنا ما بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين.


■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟

- مع الانهيار الكبير الذي نعيشه في لبنان منذ أكثر من ثلاث سنوات، زادت الصعوبات والتحدّيات، وأصبح إنجاز أي عمل فنّي وثقافي إعلانَ حرب على الموت والواقع الأسود. أنا غير راض عن كلّ هذا الواقع، وأحاول بعملي أن أؤكّد لنفسي أنّني ما زلت على قيد الحياة. فالإنتاج في هذا الظرف هو إعلان حياة ومحاولة خرق للإبادة الجماعيّة.
 

■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟

- سأعاود اختيار المسار نفسه، والذي حمل عنوان "مسار سينما نحو المجهول" منذ كتابي الأوّل عن السينما اللبنانيّة في العام 1997.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟

- اللافت اليوم أنّ العالم بأجمعه "فرط" كما نقول بالعاميّة. أعتقد أنّنا نشهد على نهاية عالم "قديم" وتبدُّل بموازين القوى والانتقال إلى مرحلة جديدة. ولكنّني أشعر أنّ الإنسانيّة مهزومة بقوّة، فالهرطقاتُ تزداد وسط شعارات رنّانة والتغييرُ سيبقى بالشكل. الازدواجيّة مخيفة وكم نحن بحاجة إلى القليل من الصدق وإلى صمت أكبر وصور أقلّ.


■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟ 

- أعمل منذ فترة على كتابة لقائي بجبران خليل جبران، لأفهم أكثر هذه الفترة من عمري، وكيفيّة التعامل مع الألم، وماذا يبقى من الروح الثوريّة، وكيف تتبلور العلاقة بالأنا.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟

- والدي هو الصديق الغائب والحاضر دائماً، أعود إليه لأتكلّم قليلًا. أسمعه ويسمعني قبل أن نغرق سويًّا في صمت جميل مليء بالحياة.


■ ماذا تقرأ الآن؟

- أقرأ كُتباً لها علاقة بلبنان في مرحلة الستينيّات، ووقفتي الحاليّة مع كتاب لنقولا ناصيف: "المكتب الثاني، حاكم في الظلّ".


■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟

- رغم حبّي الكبير لموسيقى الجاز، أخصص كلّ أسبوع في الفترة الأخيرة لإعادة اكتشاف أحد مؤلّفي الموسيقى الكلاسيكيّة. واقتراحي يذهب في هذه المرحلة للمؤلّف الروسي سيرجي رخمانينوف مع: Piano Concerto No2 in C minor op. 18.



بطاقة

كاتبٌ ومخرج سينمائي لبناني وأستاذ باحث في "معهد السينما" IESAV بـ "جامعة القدّيس يوسف" في بيروت. أخرج أكثر من عشرين فيلماً وثائقياً حول مواضيع سياسيّة واجتماعيّة تتعلّق بلبنان والعالم العربي؛ من أبرزها: "يا عمري" (2017)، و"كمال جنبلاط، الشاهد والشهادة" (2015)، و"مارسيدس" (2011)، و"درس في التاريخ" (2009)، و"حرب السلام" (2007)، و"لاجئون مدى الحياة" (2006).

إلى جانب أفلامه، ألّف زكّاك كتابين عن السينما: "العرض الأخير، سيرة سيلَما طرابلس" (2021)، و"السينما اللبنانيّة، مسار سينما نحو المجهول (1929 - 1996)" (1997). قدّم مؤخراً معرضًا بعنوان "في هذا المكان: شرائط لوسط بيروت" في "مركز مينا للصورة" ببيروت.

وقفات
التحديثات الحية

المساهمون