وقفة مع ماركو عمّار

وقفة مع ماركو عمّار

21 أكتوبر 2020
ماركو عمّار
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة عن انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع متلقيه. "دائماً ما نضع أنفسنا في قوالب مغلقة لا ننتمي إليها حقيقةً" يقول الموسيقي الإيطالي من إصول لبنانية في حديثه إلى "العربي الجديد".


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- تشغلني دائماً، وليس في هذه الأيام فقط، تلك الآليات اليومية غير المحسوسة التي تساهم في تشكيل معايير الهوية. دائماً ما ينتهي بنا المطاف إلى أن نضع أنفسنا في قوالب مغلقة لا ننتمي إليها حقيقة؛ التطوّر المستمر جزء رئيسي من حياة الإنسان، ويبدو لي أن الهوية النمطية المغلقة هي بمثابة خطر.


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- لو تحدثنا عن مؤلف الأغاني، فإن آخر إنتاج لي يعود لعام 2016: هو عبارة عن ألبوم قصير من أربع أغنيات صدر بالإنكليزية تحت عنوان Grungers and Lovers، سجّلته مع فرقتي، وهي متوقفة الآن عن العمل. لو تحدثنا عن ماركو المترجم، فإن آخر ما صدر لي دراسة نقدية مع ترجمتي الإيطالية لقصيدة "أحمد الزعتر" لمحمود درويش، وقد حاز هذا النص إعجابي، لأنه غنيّ بالرمزية والاستعارات، بالإضافة إلى أنه نصّ ذو أبعاد متعددة. أحاول أن أجد الوقت كي أبدأ في مشروع موسيقيّ جديد يشكّل فاصلاً مع ما أنتجته سابقاً ويعطي حيّزاً للغتين العربية والإيطالية اللتين هما جزء من تعبيري عن ذاتي.


■ هل أنت راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟
- أحياناً أكون راضياً عمّا أكتب أو أترجم، وأحياناً أرى بحراً من العيوب والنواقص يشوب أعمالي. وأحياناً أخرى أرغب في التخلّص بالكامل مما أنتجه. ربما ليست المشكلة في المنتج الفني، بل في عيني التي تقرأ وفي أذني التي تسمع، وأظن أن إدراك كل مؤلف ومزاجه يخضع لتقلبات قد تكون مهمة إلى حد ما. وكما ذكرت سابقاً، نحن في تطوّر مستمر، ويجب أن نتقبّل ذلك.


■ لو قُيِّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- لو قُيِّض لي أن أبدأ من جديد، كنت سأتخذ المسار ذاته، بشرط أن يصاحبه مزيد من الجرأة والشجاعة. إذاً، نعم، كنتُ سأكتب وأغني، لكن دون إحساس الخوف من الفشل أو من أحكام الآخرين.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- ليس لي تطلّعات حقيقية، ربما، حتى وإن كنت أعتقد أنني لست إنساناً متشائماً. لكن ما أبغيه حقاً هو مزيد من الوعي الجماعي بكوننا بشراً. عندئذ ربما استطعنا إعادة توجيه مجتمعاتنا نحو غد أفضل.


■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- سؤال جميل جداً في الحقيقة، حتى وإن بدا لي شديد الصعوبة. أنا مشدود في أكثر الأحيان إلى تلك الشخصيات من الماضي صاحبة الأفكار التي تجاوزت عصرها وذهبت إلى ما ورائه. قد يسعدني مثلاً أن أحاور أبا العلاء المعري، كي أحاول أن أفهم كيف نجح إنسان لا يرى في أن يرى ويفهم حدود وماهية المجتمع الذي يعيش فيه.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- أنا أقرأ ببطء شديد، ولم يحدث أن أعدت قراءة ذات الكتاب مرة ثانية، لكنني أعود دائماً لقراءة ذات أبيات الشعر. أشعر مثلاً في السنوات الأخيرة بأنني قريب من الشاعر البرتغالي فرناندوا بيسوا. قد تستغرب إذا قلتُ لك إن شعوره بالاغتراب يكاد يُعزّيني.


■ ماذا تقرأ الآن؟
- أقرأ الآن بشكل رئيسي بعض كتب التاريخ والأدب كي أعدّ محاضراتي جيداً. رواية الماضي مسؤولية كبيرة، وأنا أشعر تماماً بثقلها.


■ ماذا تسمع الآن، وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أنا أعيد التفكير في أسلوب كتابتي، وكي أقوم بذلك كان علىّ أولاً أن أخرُج من القاموس الموسيقي الذي تعوّدته. لهذا أستمع الآن إلى الموسيقى الآلاتية التي يشكّل الصوتُ والإيقاع فيها الرسالةَ التي يودّ المؤلف إيصالها. هذه لغة موسيقية عالمية حسب ما أرى. الألبوم الذي أستمع إليه كثيراً هذه الأيام هو "خُمسة" للتونسي أنور ابراهم. وحبذا لو نتشارك في الاستماع إلى أغنية "عين غزال".


بطاقة 
مؤلف أغانٍ ومترجم إيطالي من أصول لبنانية من مواليد بيروت عام 1971. وهو حالياً أستاذ للغة العربية في جامعة جنوة. صدر له مع فرقته ألبومان بالإنكليزية هما Grungers and Lovers وConscious Delirium، وغنّى أيضاً بالعربية مع فرقة "صندل فلسطين"، في مشروع "موسيقى العالم" في مدينة كالياري الإيطالية في جزيرة ساردينيا. ترجم إلى الإيطالية  مجموعتين قصصيّتين لمحمود شقير، هما "ابنة خالتي كوندوليزا" و"صورة شاكيرا"، كذلك ترجم نصوصاً شعرية من بينها قصيدتي محمود درويش "أحمد الزعتر" و"على محطة قطار سقط عن الخريطة".
 

وقفات
التحديثات الحية

المساهمون