والبقية تأتي

والبقية تأتي

21 يونيو 2023
"نساء الانتفاضة" للفنان السوري فاتح المدرس
+ الخط -

عصبي أصبح الآن أكثر هدوءاً ممّا كان عليه في العشرينيات، العقد الذي تصوّرت أنّ أحلام كتابتي فيه قادرة على تغيير العالم: على الأقل أحلامي في ما يخصّ تحرير بلدي من المحتلّ.

لقد مرّت أزمنة كثيرة منذ ذلك الوقت، ولمّا يزل بلدي قائماً على قيد التحرير. تضحياتٌ جمّة تحدُث كلّ يوم، من أجل ذلك، وعلى الأغلب قد تعبر أجيال من بعدنا، على درب الجُلجُلة، لكي ترى ذلك الهدف الأعظم. لا بأس.

هذا هو قدر ضحايا الاحتلال عبر التاريخ كلّه. لا طريق سوى طريق المقاومة، بكافة أشكالها، وعلى رأسها المقاومة بالسلاح. لينين قال شيئاً قريباً من هذه الفحوى.

أفكّر بكلّ ما سبق وأنا أتأمّل في ورود الطريق الحمراء، منصتاً لما يدور في كلّ رُكن من أركان وطني. الطريق طويل، وعلى من يمتلك نفَساً قصيراً أن يتنحّى، تاركاً لغيره مواصلة الدرب، كما قال العزيز جورج حبش.

شعبُنا حيٌّ، ورُوحنا حيَّة، وما ضاع حقّ وراءه مطالب. شعبُنا حيٌّ، وكلُّ جيل يولد، يستلم الأمانة والإرث، ويحرص عليهما، ربّما أكثر ممّا فعلَ الجيل السابق.

السلام لغزّة، وللقدس، ولكلّ شجرة في فلسطين الأبهى بين الأوطان. السلام لها ولشهدائها، ماضين على الدرب، حتى تتحقّق آمال شعب نصفُه يقيم على أرضه التاريخية، ونصفٌ في منافي الله العديدة. السلام على الشعر والفنون، وهي تحاول إعطاء معنى لكلّ هذه المسيرة من الملاحم، طوال خمسة وسبعين عاماً، والبقية تأتي.

*شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية

المساهمون