تواريخ مسمومة

21 نوفمبر 2022
خوليا كودسيدو/ بيرو
+ الخط -

أحب لغة سيرفانتس. أظنها أكثر لغات أوروبا موسقة، وغنىً ولطفا. لكن أكره أن يحتفل المجتمع الناطق بالإسبانية في عشرات البلدان، كما قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بيوم 12 أكتوبر باعتباره "يوم اللغة الإسبانية".

وذلك لأن هذا التاريخ يتزامن مع ذكرى (اكتشاف: يعني غزو) كريستوفر كولومبوس لأمريكا عام 1492.

الغزو الذي تسبب في إفناء 117 مليون إنسان، من سكان البلاد الأصليين، على يد المستعمر الأبيض، في مجازر هي الأكبر قاطبة خلال تاريخ وجودنا كبشر على هذا الكوكب، في أراضي القارة التي سميت فيما بعد بـ "أميركا".

117 مليونا في تلك الأزمنة، ربما هو رقم يعادل المليار بلغة اليوم، فتخيّلوا!

وعليه، ولهذا كله، فإن هذا التاريخ مثير للاستياء ومشكوك فيه، لأنه يتعلق باستعمار الأوروبيين للشعوب الأصلية.

هناك حركات انتقادية لتزامن التواريخ، حيث يرى الكثيرون أنه، لا يوجد شيء للاحتفال به، سوى أن يتذكر البيض سوء ما فعلت أيديهم بأناس كاملي البراءة.

أحب لغة سرفانتيس، لأنها لغة الأدب، وكبار منتجيه، عبر التاريخ، لكن.. كلما جاءت ذكرى هذا الاحتفال، أراها ذكرى تؤلم الروح، وتعيدني لمأساة شعبي المحتل.

لقد تكررت نفس القصة، وأخشى أن يتكرر نفس المصير، في بلادي.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون